مع تزايد الضغوط المجتمعية والاقتصادية، وقلة عدد الوظائف المتاحة، وتشبع سوق العمل بالخرجين الجدد، وعدم تماشي مخرجات النظام التعليمي مع متطلبات سوق العمل.. نجد أن معضلة الإلتحاق بوظيفة مكروهة وغير محببة للنفس تظهر على السطح.

فيوجد الكثيرين، وربما أنت منهم، ينتابهم شعور بالأمتعاص اليومي عند الاستيقاط والبدء في التعاطي مع مهام العمل، ويومًا بعد يوم يزيد الأمتعاص، ويتولد لديك شعور بأنك تعمل في المكان الخاطئ.

ويتحول الأمر إلى قلق وعدم تقين نحو المستقبل الوظيفي، وحيرة حول قرار الاستمرار في تلك الوظيفية مع عدم وضوح الرؤية حول مدى توافر البديل المناسب، وربما يتطور الأمر للأصابة بالإكتئاب وما يصاحب ذلك من مشاكل نفسية كبيرة.

صحيح، من الطبيعي أنك تبحث عن وظيفة تحقق لك طموحك المنشود، وتكون سبب في تحقيق الرضا الوظيفي ونموك المهني. ولكن، ماذا تفعل عندما تكره وظيفتك في حين تكون هي المتاح الوحيد في الوقت الراهن لك؟ وهل ستغامر بلقمة عيشك؟

وهنا يجب أن نحدد أولًا، ماذا يريد الموظف من الوظيفة، عن طريق إجراء التحليل الذاتي للوظيفة وعناصرها، مثل:

1- مهام عمل يتناسب مع قدراته ومهاراته.

2- تحقيق الأمان الوظيفي والشعور به.

3- أن يكون المقابل المادي (الأجر/الراتب) يتلائم مع المهام الوظيفية للعمل.

4- أن يتيح العمل فرصة للترقي.

5- أن تكون ظروف بيئة العمل المحيطة مناسبة (الإضاءة، درجة التهوية، تصميم المكتب، وهكذا).

6- أن يتيح العمل فرص للتعلم والتدريب والتطوير المستمر.

7- تحقيق العدالة في نظام الترقية والمكافئات.

8- أن يكون فريق العمل من نوعية الزملاء المتفهمين ممن يتمتعوا بحسن الطباع.

وعندما تشعر بكرهك لوظيفيتك الحالية يجب أن تقييم ودراسة الموقف العام طبقًا لجميع العناصر السابقة، وتزيد عليها درجة توافر البديل المناسب لك، وظروفك الاجتماعية والاقتصادية.

التحليل الذاتي لحياتك الوظيفية سيوفر لك رؤية واضحة وحلول لمعضلتك؛ لأنك ستعرف الدافع والمسبب وراء معاناتك وكرهك لوظيفتك: هل هو العمل ذاته؟ بيئة العمل؟ زملاء العمل؟ ومديرك؟ أم أنها الحياة الشخصية؟ وربما عدم التوازن بين الحياة الشخصية والوظيفية؟

ويجب عليك أن تتحلى بالروح الإيجابية والقدرة على عدم الاستسلام، حتى تسمح لك الظروف بتغيير وظيفتك.. والآن، قل لنا: ماذا تفعل عندما تكره وظيفتك؟ شاركنا مقترحاتك حول الموضوع...