ليس سرًا أن الاستمتاع بالأشياء الصغيرة المبهجة السهلة الفعل هو ما يجعل للحياة طعم ورونق. ولكن تلك الأشياء الصغيرة قد تمُرّ سريعًا من الذاكرة فتهرب إلى أروقة النسيان، وستنسى في يوم من الأيام ما لم تكتبها وتسجلها.

ومن هُنا تأتي فكرة «جرة السعادة» كتذكير مرئي بذكرياتك وأشياءك الصغيرة الثمينة في المعنى. وكلما ملأته بلحظات سعيدة وممتعة، كلما أصبحت أكثر استمتاع بجمال الأشياء الصغيرة من حولك.

ويمكنك فتح الجرة، واستعادة الذكريات بها في بداية العام الجديد، أو في عيد ميلادك، أو أي ذكرى سنوية،أو في أي وقت تحتاج فيه إلى تذكير بكل ما هو جيد في الحياة.

في الأساس، إليك فكرة: احضار جرة لطيفة الشكل، ويمكنك تزينها وفقًا لذوقك الخاص، والحصول على بعض الأوراق الجميلة الملونة، والتي يمكنك تزينها بنفسك، ثم كل يوم -أو يومًا واحدًا في الأسبوع، أو أي شيء يناسبك فالأمر مرن تمامًا- أضف ملاحظة إلى الجرة تصف اللحظة التي جعلتك سعيدًا.

وهناك الكثير من الأشياء التي يمكنك تضمينها في جرة السعادة، مثل: أسعد لحظة في ذلك اليوم، أو شيء أنت ممتن له، طبخة جديدة أتقنت عملها، كتاب جيد أنتهيت من قراءته. يمكنك أيضًا تضمين تذكرة سفر من رحلة أحببتها، أو ملاحظة من أحد أفراد أسرتك عن أسعد لحظاتهم المرتبطة بك.

فمثلًا وكتطبيقًا على نفسي، أجد أنمن أحب الذكريات إلى قلبي، والتي حرصت على كتابة التاريخ عليها، ووضعها في الجرة بعناية، تذكرة ترام (أو التروماي، وهي وسيلة مواصلات في إسكندرية) كنت قد ركبته مع @Mai_Elsayed‍  الكاتبة والصديقة، عندما جاءت إلى الإسكندرية، و ألتقت بي لأول مرة بعيدًا عن العالم الإنترنتي.

وأيضًا من أحب الأشياء في الجرة الخاصة بي، مشبك وردي للشعر، كانت قد اهدته لي في طفولية وبراءة وإبتسامة ساحرة لا تغيب عن خيالي، طفلة صغيرة ذات الـ 3 سنوات من أبناء أقربائي، تعبيرًا عن حبها وتعلقها بيوبالأوقات التي تقضيها معي بصحبة الحكايات التي اقصها عليها.. أصدقوني القول: أليست تلك لحظة حب جميلة تستحق التوثيق.

والخلاصة، أيا ما كان، قم بكتابته، وضع تاريخًا عليه، وضعه في الجرة؛ لتوثيق لحظاتك السعيدة وصنع ذكريات جميلة للمستقبل، أو لتكون معينًا لك عن تصفحها في الأوقات الصعبة...