أحاول هذه الأيام في تأملي أن أتقمص حال الغرق وأسمح لنفسي في هذا الحال فعلاً بأن لا أجاهد لإنقاذ حياتي.

الغرض من هذا التمرين الذي صنعته لنفسي تهدئة نفسي وترويضها من الحرص.

فقد أخبرتني صديقة بمعلومة العام الماضي ونحن قرب الساحل أن أفضل مايقوم به شخص سقط في الماء ولايستطيع السباحة أن يستسلم تماماً ولا يقاوم عل الماء يأخذه للأعلى طافياً .. بل هو كلما قاوم كلما كان غرقه مرجحاً أكثر.

وقلت الآن بعد سنة يلا خليني أدرب نفسي على السلبية الإيجابية .. هناك أمور فالحياة - غالبا الأمور الحتميه - أي محاولة لاصلاحها أو مقاومتها أو عكسها تجعلها أسوأ وتجعلك تغرق أكثر وتعاني أطول .. الامر صعب خصوصا في عالم يحثك على العمل والتصرف ومن جد وجد والكلام هذا .. ولكن استسلم فقط للآن.

إن الإنسان خلق هلوعا

التأمل في حد ذاته صعب جداً علي .. ماهذه الحالة السقيمة من الهلع والحرص في هذه الدنيا؟ كل شوية أتذكر شيئاً أحمل همه .. حتى مجرد تغميض عيناي لدقائق واني لا استطيع رؤية ماحولي أمر مثير للهلع .. لاتتخيلوا الآن أنني تصيبني نوبة هلع أو ما اشبه .. كلا بالطبع ولكني لا املك راحة البال تلك التي تجعلني مغمضه العينين لنصف ساعه بكامل وعيي ! أكثر من ذلك وبصراحه هذا التمرين حاد عن مغزاه الاساسي وجعلني فقط أود أن أتعلم السباحة =)) وهو الامر المنطقي لفعله ولكن برضو ماذا حصل لفكرة التمرين الرمزية؟؟

كان هناك شيء من الراحة للامانة لا انكر أنني شعرت بشعور غريب بالسلام وانا اتخيلني اسقط في الماء ربما للأمر علاقة بالتجارب الأولى للإنسان في الرحم أو حتى بحقيقة مخفية فينا ان النهايات والفناء مريح وفيه نوع من العزاء ربما الحالة التي تتحقق فيها وحدة الوجود هي حالة الفناء .. فكل وجود فاني .. وانا وانا افنى يفنى كل شيء معي .. ربما العزاء حقا في انني لست مضطرا للمقاومة؟؟

عموما ليست لدي مشاكل كبيرة ولكنني احسب نفسي نتاج نظام ومحيط مقلق ودائم الركض ومتعجل .

أحاول أن أقوي ايماني بالله فالطمأنينة من عنده .. والايمان بالقضاء والقدر فيه استسلام مريح .