ها هو يطلع علينا من جديد، على طريقة ولهجة وأداء الشرّ المتجسد بإنسان، أو شخصية «فرانك أندروود» المقيتة من مسلسل نيتفليكس الشهير «House of Cards» مثلما كان يفعل طوال خمسة مواسم.

حيث نشر الممثل «كيفن سبيسي» والمُتهم في قضايا تحرش جنسي، مقطع مصور مدته 3 دقائق، يخاطب فيه الجميع بشكل تفوق فيه حتى على نفسه، ويتنكر من أفعاله الحقير، قائلًا:

البعض يصدقون كل شيء، البعض ينتظرون بتوق لأن أقر بكل شيء.. أنا بالتأكيد لن أدفع ثمن الأمور التي لم أفعلها.

وذلك في أول ظهور علني له، منذ اتهامه في 2017، بالاعتداء الجنسي على حوالي 30 شخص، على خلفية ما أثارته حملة Me Too، وعقب يومين فقط من تحديد موعد مُحاكمته في 7 يناير المُقبل.

شخصيًا، لم أرى في المقطع سوى صرخة مشوه نفسيًا، مريض مهوس يلاحقه العار ويشعر بالخزي -مهما أظهر العكس- ويستعطف ويستجدي العطف من الجماهير لقرب موعد محاكمته.

الغريب في الأمر، أن أجد بعض التعليقات المتضامنة معه والمحبه له المرفقة بالمقطع المُصور! أيعقل هذا؟! أن هذا العالم أصبح ساركازم بطريقة تفوق مستوى استيعابي للأشياء.

يتهم رسميًا بالاعتداء الجنسي، ويحدد موعد لمحاكمته، ومع هذا يجد من يتعاطف معه لمجرد إنه ممثل مرموق، وحائز على أوسكار، وصاحب أدوار تمثيليه محبوبه! كيف هذا؟!

وللآسف الشديد، لدينا نموذج عربيًا في هذا اللامعقول.. إنه «سعد لمجرد». فبعد تألقه في دور المغتصب، عاد مع أحدث أغانيه المصورة «بدك ايه» ليتخطى حاجز الـ10 ملايين مشاهدة عبر قناته الرسمية على موقع يوتيوب، خلال الساعات الأولي من نشره للأغنية.

والآن، أجبني: لماذا نتعاطف مع بعض المجرمين دون غيرهم؟ وضح لي وجهة نظرك من فضلك...