المينيماليزم هو أسلوب حياة شامل و كامل يغطي كل الأبعاد الإنسانية، و هو قائم في جوهره على مايسمى في شريعتنا الإسلامية بالزهد، تلك الصفة التي رافقت الأنبياء و الصالحين، و هي الإكتفاء بالأساسيات و الضروريات في كل جوانب الحياة، و الاستغناء عما دون ذلك.

أما عن المينيماليزم كأسلوب للحياة فهو يعتمد على التقليل من المشتريات و التركيز على البساطة و التوفير، سواء في اختيار أثاث البيت الذي لا يتجاوز عدة قطع أساسية متناسقة و التي يعتمد في اختيارها على أمرين; جودتها و ذلك حتى تقوم بدورها على أكمل وجه و لمدة طويلة تغنينا عن شراء نفس القطعة مرارا و تكرارا، و ثانيا بساطتها، و ذلك بأن تكون ذات لون واحد و شكل متناسق يليق مع باقي القطع كيفما كان لونها أو شكلها.

أو في اختيار الملابس و الذي يقوم على نفس المبادئ السابقة مع التركيز على مدى احتياجنا للقطعة قبل شرائها و كذا الاهتمام بمبدإ التجارة العادلة الذي يحث على تشجيع المقاولات المحلية البسيطة و مقاطعة الشركات الكبرى التي تقوم باستغلال عمالها و إجبارهم على العمل في ظروف لاإنسانية.

أو حتى فيما يخص النظام الغذائي حيث تحث التقليلية على الاستهلاك بوعي دونما تفريط او إفراط، و ذلك باقتناء ماسيتم تناوله فقط و بكميات محددة تجنبا لرمي الطعام أو تركه على ارفف الثلاجة الى ان يفسد.

الالتزام بهذا المبدأ يفتح المجال للتفكير بطريقة ادق في أصناف الطعام التي نتناولها و كيف تؤثر على صحتنا و بالتالي سنؤسس لوعي غذائي و صحي جديد.

المينيماليزم بشكل عام هو الاستهلاك بوعي بعد التفكير الدقيق و عدم السماح للاعلانات و الحيل التسويقية بأن تغرق الحيز الذي تعيش فيه بكميات هائلة من المنتجات التي لن تستفيد منها شيئا، أو تلك التي قد تسبب ضررا لصحتك فضلا عن الضرر الذي سببته مسبقا لميزانيتك. في التقليلية هناك مبدأ ينص على استبدال المنتوجات الاستهلاكية بأخرى مصنعة في المنزل و بطريقة مضمونة و صحية، أتحدث هنا بالخصوص عن وصفات الأكل الصحي و منتوجات النظافة الشخصية و كذا منتوجات تنظيف الملابس و الارضيات و ذلك لتجنب أية مواد سامة أو مسرطنة.