أحب عملي، ورغم الضغوط النفسية التي قد يسببها لي إلا أنني أحبه ... أعمل في مجال الهندسة المدنية بالصباح، وأعمل مستقل في مجال كتابة المحتوى بالمساء، وأحب المجالين ... اليوم سألت نفسي سؤال مهم وجلست بعض الوقت أفكر بإجاباته ... لماذا أحب عملي؟

حقيقة، لمعت بعض الأسباب في عقلي إجابة على هذا السؤال، وكانت النقاط التالية أبرز ما اكتشفت أنني ممتن لها في عملي وهي ما تجعلني أحبه حقًا، ولنبدأ بمجال الهندسة...

أساعد أفرد المجتمع

منذ فترة كنت أعمل في مشروع إنشاء محطة تنقية مياه صخمة سوف تخدم ما يزيد عن خمسة قرى، وكانت في مكان لا يصل إليه أي مواصلات لأسباب تتعلق بأهمية قربها من مجرى مائي معين، وعلى الأقل تبعد ثلاثة كيلومترات عن الطريق الرئيسي، والسبيل الوحيد للذهاب إليها هو طريق ضيق وممهد يمر بين الأراضي الزراعية.

لقد كنت أسير يوميًا مع صديق يعمل معي في الموقع لمدة تزيد عن نصف ساعة أو أكثر حتى نصل، وكان أكثر شيء يجعلنا نستمر في هذا الأمر دون ملل أو تعب، هو اليوم الذي ستبدأ المحطة بالعمل فيه كي تخدم تلك القرى.

ومن حينها، كل مشروع نجد مشقة به، نذكر أنفسنا دائمًا بالأشخاص الذين ستعود عليهم استفادة منه، وهو أكبر دافع لنا في هذا العمل.

أترك بصماتي في كل مكان

بعدما أنظر إلى كل مشروع عملت به، وأجده قائمًا مُشيدًا، كي يصبح بدوره علامة جديدة تميز المكان وتُشكل معالمه، أتذكر أنني كنت مشارك في إنشاء تلك العلامة، حتى ولو ببصمة صغيرة، وهو أمر يزيدني فخر بمهنتي ويجعلني أرغب في المشاركة بالمزيد من المشاريع.

وما أروعه شعور أن يصادف مروري أمام منشأ شاركت في بنائه منذ سنوات، وأجده ينضب بالحياة، ويعمره البشر!

عملي به تحديات كثيرة

كل يوم تقريبًا يكون هناك مشكلة أو أكثر يتطلب منّا أن نقوم بحلها، وما أعترف به، هو أن تلك المشاكل تجعل عملنا أكثر إثارة وأهمية بالنسبة لنا...

فنهم بالتفكير كي نجد حلولًا لها، ونتبادل الاقتراحات، ونتوقع نتائجها، ونضع خطة لتنفيذه ... وبعد أن ننتهي، نتنفس الصعداء مرة أخرى بابتسامة خفيفة لانتصارنا على المشكلة ... وحقًا يعد شعورًا رائع أن تنتقل من صخب الآلات والشكاوى المستمرة بسببها فترة الظهيرة، وتصل إلى فترة المساء قبل المغرب وقد هدأ الجميع، وتم حل المشاكل!

.

كانت هذه أبرز الأسباب التي تجعلني أحب مجال الهندسة المدنية، وأحب الذهاب إلى العمل كل يوم رغم علمي أنني سأجد الكثير من المشاكل والضغوط به!

اليوم، قمت بتدوين تلك النقاط السابقة على ثلاثة ورقات، ووضعتهم على الحائط أمامي، وقررت أن أنظر يوميًا إليهم قبل الذهاب إلى العمل.

.

أما بالنسبة لمجال كتابة المحتوى هل أحبه أيضًا؟

بالتأكيد أحبه، فكل مجال له مذاقه الخاص، وحلاوة مجال الكتابة أنه يُشعرني بالحرية، كما أنني أؤمن دائمًا بأن كلمة واحدة نافعة قد تنقذ شخص، أو تغير حياة، وسوف أكتب موضوعًا عن باستفاضة حتى أعطيه حقه.

لكن الآن، حدثوني عن الأسباب التي تدفعكم إلى حب عملكم، ربما يقرأها شخص يعمل في نفس المجال، ويصبح مُمتن لعمله، فيحبه أيضًا!