أعد مرحلة التعلم الأولية أكثر المراحل أهمية و خطورة لعدد من الأسباب..أما الأهمية تنبع من أنها الأساس الذي سيبنى عليه الكثير من الأمور الأخرى المرتبطة به لاحقاً و ما يبنى على أساس سليم مفتاح لبناء سليم مهما كان الهدف الذي ستصله، سواء كان تعلم البرمجة أو حتى قيادة السيارة..

أما عن الخطورة فالأسباب تأتي من هشاشة الأساس الذي لا يزال طور البناء، حيث تكون الأخطاء التي إذا لم تعالج بالطريقة الصحيحة ثغرات تضعف الأساس..

و في نفس الوقت تأتي من هشاشة المتعلم نفسه، الحماسة مهما عظمت ستبدأ بالخبو إلى حد ما مع الملل الطبيعي الذي سيصيب المتعلم من المتطلبات الطبيعية للتعلم و اصطدامه بالواقع و المشكلات التي قد تصاحبه من قلة مصادر التعليم أو عدم القدرة على علاجها بالشكل السليم من أول محاولة أو بطئ عملية التعلم إلخ..

الامر الأكثر خطورة هو المحيط ذاته، لماذا؟ بما أن العملية في بدايتها ستكون مملة و طويلة.. المحيط قد يسبب ربما دون قصد إحباط للشخص إما عن طريق رفع سقف توقعاتهم منه و سرعته أو بالاستهزاء بالأخطاء الطبيعية التي ترافق أي عملية تعليمية..

و هنا تكمن القوة التي يجب أن يبنيها ويصونها الشخص تجاه ما يمكن أن يحبطه من الآخرين أو من نفسه ذاته..

مثال:

عند تعلم اللغات يبدأ الشخص بحفظ مفردات و قواعد كثيرة حيث تكون هذه الأمور غالبا مملة و تغمر الشخص بالكثير من التفاصيل.

الضعف في الاستمرارية يأتي عندما يقف الشخص أمأم موقف بسيط مثل أن لا يعرف كيف يرد باللغة التي يتعلمها أو أن يطلب منه شخص ترجمة ولا يعرفها أو يخطئ مثلاً، و يبدأ الشك يتسرب إلى نفسه بأن ما يفعله ليس بذات القيمة التي اعتقد بها من قبل...أو أنه يضيع وقته فيما لا طائل منه..أو أن هذا الهدف خارج حدود طاقته..إلخ

كيف تواجه هذه المرحلة إذاً؟

بالنسبة لي أربعة أمور أساسية:

1.الاعتقاد الراسخ أن مرحلة المبتدئ مرحلة أساسية و حتمية يمر منها الجميع حتى المحترف في مجاله..

2.الموهبة بوجودها أو عدمه لا تعني أن لا تقوم بالشيء الفلاني، فهي ليست سوى اختصار و تسريع بسيط لمرحلة أو اثنتين ولكنها لا تعني على الإطلاق أن الشخص يولد إما محترفا أو لا..

3.تقدير قيمة افتراضية لساعات محددة يصل الإنسان لهدفه بعدها، مثلا احتراف الانجليزية يلزم 500 ساعة تدريب قسمها كما تشاء على سنتين أو عشرة، إنجاز هذه الساعات حتمي، و كل ساعة تنجز تقترب بها من هدفك، هنا تستطيع أن تفند عامل العمر، فمن بدأ بصغره سيكون قد أنجز هذه الساعات قبلك، ولكن هذا لا يعني أنه أفضل منك أو أنك لا تستطيع إنجازها بنفسك..

4.الاعتقاد القوي بأن لكل عملية تعليم الكثير من الكواليس، هناك من يبسطها ليظهر كأنه القرد الأذكى و هناك من يعقدها ليحبط آخرين من أن يدخلوا المجال و يسحبوا البساط من تحته..بالنهاية يجب أن تخوض التجربة بذاتك لتحكم بنفسك لا أن تستقي احكامك من الآخرين..

هذه أفكاري السريعة الخام، مأ هي طرقك للمرور من محطة المبتدئ بسلام؟ ما هي الصعوبات التي واجهتها؟ و كيف تغلبت عليها؟