عندما أكون في قاعة الامتحان فإني لا أحاول التعمق فيما أعرف بل أذهب مباشرة للصراع مع الأفكار التي لا أجدها قادرة على توفير الدرجة المناسبة لي والقتال معها لإثبات الحق!!

ولكن لو نظرت بحيادية تجاه طريقتنا البائسة كطلاب فتلك مهزلة

هل يجب عليّ أن أتجاوز ما لدي من معلومات فقط لأنها في منطقة ما من عقلي محفوظة؟

وهل تستحق تلك التي لا أجيدها أن أعيرها الانتباه وأنا لم أتعمق بعد فيما أعرف؟

ولم يجب علينا أن نستهلك المعلومات وكأنها ورق حائط؟ أليس من المهم أن نقدس المعرفة ونرفعها فوق الامتهان المثير للسخط!!

حيث أن مصارعتنا مع المعرفة غير طبيعية وغير مقبولة بأي شكل من الأشكال فوجود الاختبارات يجعلنا نلعن المعرفة الغائبة عن أذهاننا ونهتم بتحصيل وتجميع وحيازة ما تبقى من بقايا لدرجاتنا المهترئة، وما نفع المعرفة هكذا إذاً؟!!

لا تستحق المعرفة كل هذا الامتهان والاستغلال والتخريب فهي زيادة على هذا غير قادرة على التشكل بهذه الطريقة الأحادية الفجّة

وهل يجب على المعلومات أن تتجلى كمعوقات او كنظريات باهتة، وهل كانت هذه صيغتها وشكلها عند صاحبها ومؤسسها؟

ما هذا التلاعب المريض الأحمق؟

أعتقد أن الأفكار والمعلومات تطير صلاحيتها عند تجهيزها للاستهلاك المستفز ولا تعد صالحة للاعتبار بها أو بمالكها الجديد "الطالب" لكون التدخلات غير مشروعة والتماسك غير معتبر

لهذا فإن التفكير بالطريقة المعكوسة من النهاية إلى البداية يجعلنا نعتقد أنه ومهما ازدادت كمية المعلومات لدينا فهي لن تكافئنا بالنتائج ما دمنا نخادعها ونتلاعب بها إلى غير طريق سويّ

هذا ناهيك عن الاحتكار المعرفي والاجتزاء المسيء والانتقاص المجتر والتعامل الدنيء.. فكل تلك لها قصة أخرى

ولكن في النهاية أين نذهب بالعلم والمعرفة وهذه طريقتنا لها ولماذا ننتظر التطور ونحن حمقى معها؟

ولماذا كل ذلك التجنّي الطائفي معها؟!!!

وختاما أقول فلتذهب الاختبارات إلى الجحيم بما فعلته أيديها من الدناسة والنجاسة وليذهب التعليم البدائي بصورته الحالية إلى الجحيم السافرة

فلا نحن استفدنا ولا هو قائم على أركانه

ولا عزاء للفاشلين.