الفرضية المعتادة التي يفرضها الجميع في اذهانهم بعد اختراع منطق آلة الزمن على يد الادباء في القرن التاسع عشر - أظن هـ . ج . ويلز هو أول من ابتدعها ، لست متأكدا - .. آلة الزمن ..

على الرغم من كونها فكاهة او اقرب للتسلية ، لكن التفكير في الامر قليلاً قد يجعلك تدخل في مرحلة كاملة من الشرود .. فكرة العودة بالزمن الى الماضي تحديداً لحضور مواقف او عيش تفاصيل ، أو مشاهدة أزمنة لم ترها ولم تكن موجوداً حينها ، هي فكرة خلابة يستحيل ألا تراود أحدنا أو تجعله يشعر بحنين لها ..

ولكن ، ولنبتعد عن الإجابات الفانتازية ونحوّلها لبعض الجدية ، سنفتـرض الآتي :

  • ستستخدم الآلة وانت في عمر الثلاثين على الاقل .. المفترض انك ناضج جداً ..

  • الزمن الذي ستذهب فيه في الماضي فقط ، يعني أمامك التاريخ كله قريب او بعيد ..

  • الزمن الذي ستذهب له ستعيش فيه وانت ابن الثلاثين .. يعني الامر ليس متعلقاً برغبتك في ان تعود طفلاً او صغير السن ، او لتعيش ذكريات معينة في طفولتك أو رغباتك وانت صغير .. ستذهب للعصر الذي تريده وانت بعمـر الثلاثين - على الاقل - أو عمـرك الحالي اذا كان اكثر من 30 ..

  • لا مجال للعودة ..

  • ستعيش حياتك بكل تفاصيلها المادية والانسانية في الزمن الذي تذهب له .. كل شيء .. المال ، مستوى الصناعة ، الترفيـه ، قضاء الحاجة ، الأكل والشرب ، الزواج ، الأمراض ، الأزمات السياسية والاقتصادية .. الأمر ليس مجرد نزهة لرؤية شخص أو مشاهدة مجموعة من الاحداث من باب التسلية .. سوف تعيش الحياة بكل تفاصيلها في هذا الزمن الى ان تلقى الله..

وبالطبع ، سوف تكون مُلزماً لشرح سبب الزمن الذي اخترته ، والتفاصيل الدقيقة التي جعلتك تختار الذهاب له مضحياً بحاضرك ، ومخاطراً بأن تعيش في هذا الزمن بكل تفاصيله وازماته وافراحه واحزانه ، سواءً على المستوى الشخصي أو الجماعي.. نحتاج ان نفهم ما يدور في عقلك..

بشكل ما ، الإجابة على هذا السؤال رغم ما يبدو انه مُسلياً ، الا انها تعتبر كشفاً لشخصية كل فرد منا ومنطلقاتها .. مهتم بمعرفة ما يدور في جعبة كل منكم ..