ماذا ينقصنا كأمة؟

لا أعتقد أنه يوجد جواب كامل واحد، فبالرغم من احتياجنا للعديد من الأشياء العملية وكذلك المادية، فهل هذا كافي؟

بالتأكيد هذا خاطئ

لذلك فنحن أولا وقبل كل شيء، نحتاج أنفسنا ونحتاج إلى توضيح سليم لما نكون عليه وما يجب أن نكون عليه.

إن وجود الأشياء السيئة لا يكفي للعمل لتحرك ما.

بل المهم هو الرغبة بالتحريك والتغيير والحصول على نتائج إيجابية نحو عالمنا المزدهر القادم بغض النظر عن أي ظرف كائن.

الأمور في الشرق الأوسط قد تبدوا الأسوأ في العالم كله منذ ما يقرب المئة سنة.

والكثير من الإنجازات والعطاءات والمفاهيم أيام الستينيات والسبعينيات قد ذهبت مع الريح كأيديولوجيات خاسرة، لأنها كانت مستندة على أركان غير صحيحة.

المباديء الصحيحة التي أعتقد أنه يجب أن نبني عليها، هي من داخل التراث القديم، وبالطبع يجب انتقاؤه بتحيز للنحو به في أسلوب عملي حياتي صحيح.

نحن في الحقيقة لسنا صفرا كما يدعي البعض من الجدد الذين لا يرون شيئا أمامهم، ولكننا غير حاضرين ومشتتين في معامع سقيمة.

الطريق إلى المستقبل الصحيح المزدهر لن يتم في يوم وليلة وعبر مبادئ وهمية خاسرة، ولا عبر ضعضة من شتى التناحرات المجدودة.

فلكي تكون هناك قيادة سليمة يجب أن يكون هناك جاهزية شعبية للعمل بتناغم في ظرف وجيز وبإتقان.

لذلك فإن فكرة مشروعي تدور حول توفير المجال الكامل لاستعادة التحكم في المصير والتفكير والذات وذلك بعد أن يكون العقل والوعي قد أخذ طريقه إلى المجتمع.

ويبدوا أن الخيار الأكثر إمكانية للتطبيق هو البدء من جديد عبر جمع الشتات لبناء المجتمع من المناطق المشتركة.

عملية مشتركة لامركزية لإعادة السلام وتقريب التوازنات المخلخلة نحو النجاح الممكن.

نبدأ أولا من بوابة التعريف بأنفسنا عمليا عبر مجموعة من الأخلاق النبيلة ولا ننتهي بتراكمات السياسة العالقة في القش.

كي نكون على وعي بالأخطار يجب أن يكون هناك قواعد سليمة، ووجود شخص أو شخصين يعون بفداحة الخطر لا يكفي لإنجاز تغيير.

لذلك فلنبدأ بخلق أنفسنا في ثقافة تنتج نفسها بنفسها ولنفسها عبر الفضاءات المشتركة وبعيدا عن تحكم وسيطرة العبثيين.

ويتم ذلك عبر التوزيع العادل للإنتاج الفكري والثقافي وخلق المبادئ والقيم والفرص لاستثمار طويل المدى.

حيث الاستثمار في الإنسان أولا، وذلك عبر التفكير والتدبير وبعدها بالتأكيد سيكون هناك مقام ومكان لأناس يتحركون من أجل أنفسهم.

التسامح والتعايش والتكاتف وإحسان الظن والأمانة والعدل والمساواة ... الخ من مجموعة كبيرة مترامية.

ولكن يحسن بنا أن نكون عمليين أكثر وننفذها على طريقة حملات تدريجية، وترسيخها كبدائل عن الخزعبلات الإعلانية و الأعراف البالية، فهي كما قال الشاعر :وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت .... فـإن هُمُ ذهبت أخـلاقهم ذهــبوا.

فهي ليست المغزى ولا الهدف وإنما هي وسيلة للوصول إلى اتفاق وتقارب.

حيث أن الأخلاق هي الواجهة الداخلية والخارجية، وبعدها الفنون وبعدها الثقافة وبعدها اللغة وأخيرا الحضارة.

فهذه تشكيلة قوية طويلة النفس والمدى.

ولنبدأ بالأولويات ولننظر إلى أين تأخذنا.

إذا ما هو رأيكم؟

"في النهاية أعلم أن هذا كلام فضفاض وكثير التشتت والتقاطع، ولكن هكذا نقلته جبرا وغصبا عن إرادتي".