جولة خفيفة في عمق تفكير مجتمعاتنا العربية تجدُ فيها بغضا لليهود لا أجد له تبريرا ..

في الحقيقة لديهم عدة تبريرات لكن وفق مغالطات فادحة.. الأسوء من ذلك هو اللجوء للنّصوص و الروايات الدّينية لتبرير هذا الكره و البغض.. فتجد من يصفهم بأحفاد القردة و الخنازير عن جهل تامّ بمضمون الآيات.. و تجد من يتّهمهم بالخديعة و المكر و أنّهم ليسوا أهل ثقة و أنّهم يريدون الشّر بأمّة الإسلام كجزء يخدم نظريّة المؤامرة التي – بالمناسبة – نحن بارعون جدّا في إعطاء تفاصيلها.. لتصل إلى ماهو أسوء من ذلك في نظري، التبرير بـ البغض في اللّه ( بالطّبع هذا يشمل كلّ من ليس على ملّة الإسلام)..لنصل إلى درجة ما من تفكير يجعلنا نرى أنفسنا أرفع شأنا من بقية الأمم فقط لكوننا مسلمين في تجسيد تام للتّفكير النّازي. بعدها نتغنّى بأنّنا مسلمون و ديننا يدعو لتقبّل الآخر.

أن تكره صهيونيا أو إسرائيليّا .. فـ that's okay لحدود معيّنة.. لكن أن تعتبر أنّ إسرائيل تمثّل اليهود فيما تسارع لترديد عبارة " داعش لا تمثّل الإسلام " عقب كلّ عمليّة إرهابيّة.. فهذا ما يدعى بالكيل بمكيالين عزيزي..

أن تقول أنّ اليهود تاريخيّا كانوا محتالين ومخادعين وتلصق هذه التّهم على كل الأجيال التي تأتي بعدهم.. فكأنّك تقول بعبارة أخرى أنّ المكر والخداع أمور يتمّ توريثها جينيّا فيكفي أن تولد لعائلة يهودية فتكون مخادعا ideal هذا قدرك و قدر من بعدك...

أن تكرههم بكلّ ما أوتيت فقط لأنّهم يهود.. فيما لا يمكنك تقبّل فكرة أنّ أحدا ما يكرهك فقط لأنّك مسلم.. فهنا يجب عليك مراجعة خلل ما في تفكيرك عزيزي..