أمر صغير أفكر فيه منذ بضعة أيام تفكيراً جدياً.

لماذا يظهر البشر في أفلام الكوارث التي تحصل للبشرية "الزومبي مثلاً، أو مصاصي الدماء، أو المتحولين الجينيين، أو السفاحين... قصص الرعب الكليشيهية أقصد"... لماذا يظهر فيها البشر "متفاجئون" من الحال الذي "وصلت اليه البشرية"... لا حقاً... فلنقارن قليلاً بين أسوأ ما في كل كارثة، وما نحن نعيشه اليوم، والذي هو "وعلى ذمة هذا المقال من أراجيك:

" الفترة الأكثر سلاماً في التاريخ المعروف.

  • في كارثة الزومبي، الأمر ليس معقداً جداً، الفيروس يعيد أجساد الموتى للحياة، وأيضاً في بعض الأفلام "الأحياء لا يزالون أحياء ولكنهم يرغبون بأكل لحوم البشر"... في الحالتين، موضوع أكل لحوم البشر بذاته هو محور الرعب.

المثير للاهتمام أنه هناك طرق أسوأ للقتل تستخدم في الحروب اليوم، نضرب منها مثلاً الاسلحة البيولوجية، او القنابل الفسفورية، او غيرها... وأيضاً الأكل، وتقطيع الأجساد، موجود في العالم اليوم.

  • مصاصين الدماء هم الأكثر كوميدية في وجهة نظري، عملياً لا يمكن لمصاصي الدماء أن ينتشرو في العالم، لماذا؟ الإيدز والأمراض القاتلة التي تنتشر من خلال الدم.

بغض النظر عن هزلية فكرة "انتهاء العالم على يد مصاصي الدماء" الا انها لا يجب أن تكون "مرعبة" وانما "ممتعة"... في اغلب الروايات مصاصو الدماء خالدون "طالما يشربون بعض الدماء"... ونحن أصلا نربي الماشية لنأكلها، لماذا لا نربي بعضها من أجل الدماء "وها قد حلت المشكلة"


لماذا أفكر في هذا حقاً؟ هل لدي هذا الوقت الهائل من الفراغ الذي يدفعني للتفكير بالسيناريوهات الوهمية التي وضعها بعض الناس لتهديد البشرية.

في الحقيقة، ليس بالضبط، في الفترة الماضية كنت أفكر في كتابة قصة قصيرة، على نمط هذه القصص المرعبة، وفكرت في "الشيء الذي سيدمر البشرية" واستذكرت هذين الأمرين... الذين اضحكاني قليلاً، ومن ثم شعرت بالأسى فعلاً.

ربما "الشيء الذي سيدمر البشرية" الذي سأضعه في قصتي، هو البشرية بحد ذاتها... لا شيء مناسب أكثر من هذا.