الكثير من الناس تؤمن الخرافات والأوهام والمؤامرات العجيبة في الوطن العربي , إلا درجة أصبحت حقائق مطلقة أصبح من الصعب أن تقنع الطرف الآخر بكذبها , وأنها مجرد أوهام أمن بها عقله , ولدرجة أكبر أصبحت تعتبر من يتكلم فيها مثقفاً كبيراً , لا تستطيع الكلام معه ومجاراته .
لماذا برأيك يحدث هذا عندنا ؟!
وكيف نشأت وشاعت بين الناس إلى هذه الدرجة ؟!
ارضاء الضمير : فالقول ان سبب فشلنا وتأخرنا هو مؤامرة صهيوغوشسلافية هو اسهل بكثير وأكثر ارضاء للضمير من القول اننا السبب في تأخرنا
عدم القدرة على التفكير : التفكير لدى البعض متعب جداا لدالك فالقبول بتفسير خارق للطبيعة اسهل من محاولة فهمها او تفسيرها بطرق منطقية
-الميل نحو الاشياء الغامضة : معضمنا يميل للاشياء الغامضة المخيفة القابعة في الضلام
الحل الأسهل دومًا هو الاعتقاد بوجود محرّك خارجي خفيّ لا نعلمه، هو الاعتقاد بوجود المؤامرة، نحن ضعفاء مساكين والآخرون يحطموننا كلّ يوم.
1- الجهل .. الوطن العربي من أكثر المناطق بمعدلات الأمية حول العالم
2- الإنسان يخاف المجهول لذا عندما يربط شيء غامض إلى شيء له قوة خارقة .. هذا يعطيه شعور الطمأنينة أنه فعل ما باستطاعته وهذا البعبع أو المؤامرة هي أمر واقع
أحببت يا أخي الكريم أن يكون عنوان مشاركتــك | الخرافات عند العرب بين الحقيقة و الخيال | .. فأراه الأفضــل , لتعليقي القادم ..
فمــن أهــم هذه الخرافات ,, خرافــة " الغــــول أو العفريت أو العفريتــه " ,, تربينـــا على هذه التسميــات و كانت فعـــلا خرافــة واضحة للكبار و لكــن كانت ذالك الواقع الحقيقي المخيف المظلم لدى الطفل الصغير العاصِ " المرتكب للخطأ " ,, فكان يعود سارعا مسرعا لواليده , طالبا منهما السماح و عدم تكراره لخطأه .. فعندما يخطئ الولد تسارع الأم أو الأب بنداء هذا العفريت , لكي يخوفا به الإبــن ,, وفعــلا أبدت فعاليتها و جدارتـــها في ذلك ..
هذا بالنسبة لخرافــة " مفيدة نوعــا ما .. أما بالنسبة للخرافات التي حتى ويصدقها الكبار كــ الجاثوم " جثّامــة ,, هي أشياء , تحدث معنا غالبا و لكــن نسارع وللقول بأن مرتكبها هــو شخصية خرافية لا وجود لها أصلا ... التشنج في النوم يحدث لي أحيانا و هو مخيف صراحــة ... وهناك سبب علمي لذلك و ليس الجاثوم وراء ذلك :\
هنا أدمجــت لك يا أخي ولو بمقالة صغيرة عن الخرافات عند العرب ,, فبعضها يمكن القول أنها يفيدنا و بعضها لا وجود له من الأساس و يصدق الكبار فوق دلك :د
لماذا برأيك يحدث هذا عندنا ؟!
لأن تصديق الخرافات والإيمان بالمؤامرات أسهل من دحضها أو معارضتها ، فالمعارضة تطلب حراك رد فعل، تثبت به ان الخرافات ما هى إلا خرافات، وهذا يصعب علينا لذا نجد التصديق أسهل، وهو ما بالإمكان ..
اعتقدت للحظة ان الموضوع سيتكلم عن الغول والعفاريت والمشي على الماء وطياران البشر ...الخ
لكن الموضوع القصد منه نظرية المؤامرة
حسنا النظرية ليست حكرا على العرب اكتب فقط conspiracy theory وستجد ان الغرب يومن بها اكثر من العرب
بل ان المحتوى العربي اقل بكثير ويعبر ملخصا جدا بالنسبة للمحتوى الغربي
وكحال كثير من العلوم فستجد كثير من الهواة قد كتبوا عن النظرية مماجعلها تبدو سخيفة في نظر البعض وانكر وجودها من الاساس
ملاحظة:عندما تبحث عن conspiracy theory فإنه يعطيك الفيلم الذي من بطولة الحسناء جوليا روبرتس.
الناس يميلون إلى تصديق :
ما يتمنون لو كان حقيقيا.
ما يوافق أفكارهم ومعتقداتهم السابقة.
ما ينسب إلى العلم/الدول المتقدمة.
وما تتفق الأغلبية على صحته
أحيانا يكفي أن تضيف إلى كلامك بعض الكلمات المعقدة ليعتبر حقيقة مطلقة.
أيضا ما يتم تكراره كثيرا يصبح تدريجيا من المسلمات.
ولا ننسى ما يقوله المشاهير (بالذات لو كانوا مشهورين لأنهم يتكلمون عن العلم/الأخلاق/الدين/تحسين أحوال بلادنا).
وهناك أشخاص يصدقون كل ما يقال في التلفاز.
واخرون يصدقون كل ما يقال لهم.
الأمر يعتمد على معرفة الشخص وإطلاعه وطريقة تفكيره ومدى وعيه ولكن حتى المثقفون ومن لديهم وعي كبير قد يقعون في فخ تصديق بعض الأكاذيب المحبوكة جيدا من حين لاخر (ربما الأمر له علاقة بطبيعتنا كبشر ولا يمكن الفرار منه ولكن تقليله)
لكونها خيال والخيال أعقد من العلم..المعقد أجمل لأننا نتمنى وجوده للهروب من الواقع البسيط ، بالنسبة لشيوعها بالتأكيد أن أكبر نسبة من الناس تتشارك نفس الواقع وبالتالي يتشاركوا نفس الخيال والتطلعات وبالتالي ليس من الصعب أن تنتشر بينهم الخرافات(الخيالية) لتفسير ما عجزوا عن تفسيره بالطريقة السهلة.
مازلت في القرن ال 21 أسمع من يقول لي:
لا تنظر للمرآة كثيرا لكي لا يلبسك عفريت!
لا تدع الأحذية مقلوبة لأنها تقلب وجه الخالق!
لا تستخدم المقص بعد نصف الليل لكي لا يظهر لك العفريت الفلاني!
إذا انكسر منك صحن أو كوب زجاجي دون قصد فافرح لأنه ذهب وأخذ الشر معه!
والكثير -__-
بعد ذكرك أنها مطلقة، ويدافع عنها المثقفون، بدأت أشك في أنها خرافة (هكذا من الرائحة فقط). لذا ولكي أكون على تصور جيد لما تقول، أعطنا مثالا.
أولاً: أصبحت الحقائق مطلقة بالنسبة لهم وليست بالنسبة لنا .
ثانيا : ليس كل من يطلق عليه مثقف هو مثقف بالمعنى الحقيقي , بل أن الناس تظنه مثقفنا , لغياب الثقافة عندهم وجهلهم بها .
وهنا قصدت شريحة من الناس الذي أواجهم في حياتي فقط
أعلم أنها مطلقة بالنسبة للعامة (ولم أذكر خلاف ذلك). أما ما ذكرته عن المثقفين: فالثقافة أمر نسبي؛ مثل الذكاء، هو درجات، والقياس فيه نسبي.
وقد كان كلامي السابق هو أن تعطينا مثلا لأحد الخرافات؟، فقد لا تكون خرافة، وتظنها أنت خرافة!
التعليقات