حسناً سأجامله لهذه المرة الاخيرة فقط، وفي المرة القادمة التي سأراه فيها يدخن أمامي سأخبره انني اعاني من التحسس وان تدخينه يزعجني

هل تعتقد ان ما سبق غبيّ؟ حسنا انتظر لترى التالي.

لن اخبره انني اكره هذا الاسلوب في الحديث، وساحاول تجاهل الامر قدر المستطاع -الى ان انفجر في وجهه فجأة-

كلا؟ حسناً انظر الى هذا

سأعيره حاسوبي مرة اخيرة، وفي المرة القادمة سأخبره انني لا احب ان يستعير أحد اغراضي

حسنا حسنا اخر فكرة

ما يفعله في حياته امر غبي، علي ان اخبره بذلك ان استمر على هذا المنوال لمدة طويلة


ما الذي يحصل في السيناريوهات السابقة؟

  • انت تشعر بأنه هناك شيء خارج عن النظام، ولديك فكرة ما عن الحقيقة التي يجب ان يكون الامر سائراً عليها

  • انت تماطل في كشف هذه الحقيقة، او تغطي الحقيقة بكذبة غير متقنة لتراعي مشاعر من امامك، او اسوا من ذلك، لانك تعتقد انك "ستزعجهم" بكلامك

  • لا يتغير شيء، المماطلة تجلب المماطلة، ولا تغيير يحصل دون نية للتغيير


في الحقيقة لم اكتب هذا الموضوع لأُنظر عن الحديث بأريحية، او الشجاعة في نطق الحقيقة خصوصا في المواقف الصعبة... انا اعلم حقا صعوبة ذلك، بل 90% من الحالات السابقة لن استطيع حرفيا النطق بحرف من الحقيقة، لانني اخاف...

ولكن الحقيقة المؤلمة يجب ان تخرج بشكل او بآخر... سواء كانت لحظية، او مؤجلة... سواء كانت صادمة او متوقعة... والخطوة الاولى في هذا الدرب هي الايمان بضرورة نطق الحق.


  • في المرة القادمة التي يخبرك احد اصدقائك انه يقوم بفعل خاطئ، ولو على الاقل في وجهة نظرك انت... اخبره انك تعتقد ان هذا الفعل خاطئ... لا اقول لك اقطع رأسه واطعم باقي جسده للكلاب، ولا اقول لك ان تستهزء به، اقول لك ببساطة، اذكر رايك امامه.

صديقي، انت تفعل شيئا غبيا جدا... واعتقد انه عليك التوقف في اقرب فرصة... ربما التوقف الان سيكون امرا رائعا

  • معرفة التوقيت المناسب لذكر الحقيقة هو امر مهم جداً، مثلا لا تقل لأحد انه لم يحلق كل شعر وجهه وانه هناك بعض الشعرات المتبقية هنا وهناك وانتما تقفان في الميترو في الطريق الى مقابلة العمل... فقط لا تفعل ذلك... في هذه الحالة الصدق والحقيقة امر سيء جدا... لن تغير شيئا بكلماتك...

تذكر ان الهدف الرئيسي من ذكرك للحقيقة ببساطة هو مساعدة الاخر، وليس الاستهزاء به... المساعدة، وليس الاستهزاء... هناك فرق

  • لن تعرف ان كانت "الحقيقة" في رأيك هي حقيقة فعلاً، ام هي مجرد فكرة خاطئة تطفو ان لم تشاركها مع العالم... لن تجد قارئ افكار يعيش معك كل يوم ليخبرك ان افكارك خاطئة او صحيحة -الا ان كنت تعيش في سيرك متنقل ربما- اذا شارك مع العالم، وتقبل النقد

الكثير من ال"حقائق" التي نفكر فيها احيانا هي مجرد افكار خاطئة تنتظر النقاش والدحض


الموضوع يطول حقاً، بعيدا عن فكرة الحقيقة الصارخة التي يلتزمها البعض في النقد، او انعدام العاطفة الذي يدعوه البعض "صدقا وحقيقة" هذه بعض المواقف التي من الممكن توظيف الحقيقة فيها بشكل مناسب