عندما أفكر في طريقة تعاملنا مع الحياة، أشعر بإرتباك، بدهشة وإستغراب ..

هل المغزى من هذه الحياة أن نعيش أشبه بترس في ماكينة؟ نستيقظ، نركض إلى العمل، نعود، ننام مبكرًا، ثم نستقيظ، ونستمر في الركض مجددًا .. وهكذا نظل ندور في دائرة لا مخرج منها !

بمعنى آخر هل هذه القيمة الحقيقية للحياة؟ التقدير الحقيقي الذي تستحقه الحياة؟ هل خلق الكون لكي نعمل ونقتني أشياء جميلة نتباهى ونتفاخر بها، أو أن نتقاتل على الوظيفة والمال والأرض وكل ما هو مادي؟ نندمج مع المادة حتى نصير شيئًا منها إلى أن تختفي الروح فينا .. تختفي القيمة..

لو أننا نفكر في لحظة الخلق .. لحظة طي هذا الكون وإنتهاء الحياة.. لو أننا نستشعر الرهبة التي يولدها مجرد التخيل فقط، لأعدنا النظر في الوقت الذي نقضيه بين هذين اللحظيتن، لتعاملنا بوعي ونضج أكثر في هذه الرحلة القصيرة جدًا ..

لماذا نفكر في أن إمتلاك الكثير من الأشياء هو الطريق المؤدي للحياة؟ بالرغم من أن العكس هو الصحيح ..

لماذا لا نعيش على طبيعتنا تمامًا؟ نفعل ما نحب ..ونتصرف كما نريد .. بعيدًا عن أن تكون المادة هى المقياس لنا في أمور كثيرة، بل في كافة نواحي الحياة، فالسلطة المطلقة الآن للمادة ..

بإختصار؛ لماذا نجرد الحياة من معناها الحقيقي بمفاهيم خاطئة ؟ لماذا نتوه فيها حد أننا ننسى المغزى الحقيقي منها ؟

أنا لا أدعو للزهد هنا؛ لكن صدقًا أشعر بأننا آلات تعمل وتحترق من أجل أن تمتلك، حتى أنها ليس لديها الوقت الكافي للإستمتاع بما إمتلكته، أو الشعور به .. لا وقت للإستمتاع هنا !

لا وقت للتفكر أيضًا .. من أين جئنا .. أو إلى أين نحن ذاهبون ؟

لا وقت للإنصات لصوتنا الدخلي .. ينبغي كبحه وكبته حتى لا يشغلنا عن الركض في هذا السباق الذي لا ينتهي ..

لا وقت لدينا لأي شيء سوى الركض في هذا السباق ونيل كل ما يمكن إصطياده ..

هل ترى أن العيش بهذه الطريقة يجعلنا على قيد الحياة أصلًا ؟