ثمّة صنف غريب من البشر لا يطيق أن يراك في طريق تحسّنك دون أن يرشقك بتعليقٍ سخيف،
كأنّ لسانه مبرمجٌ على التقليل، لا على الكلام.
يراك تمشي في طريق الإرادة، فيبادرك بابتسامةٍ لزجة:
«انت نصحان شوي!»
وهو لا يدرك أنّك خسرت أربعة كيلو من وزنٍ ثقيلٍ، لا في الجسد فقط، بل في الهمّة والعزيمة أيضًا.
لا يدرك أنّك كلّ صباحٍ تُعلن هدنة مع الجوع، وحربًا على العادات القديمة.
لا يرى تدرّبك الصامت، ولا صبرك، ولا كلّ تلك اللحظات التي قلت فيها “لا” لرغبةٍ ملحّة.
كل ما يراه هو انعكاس نفسه فيك؛
فهو إنسانٌ عاجزٌ عن التغيير، يكره أن يراك تتغيّر.
إنهم متنمّرون بملامح اجتماعية مهذّبة.
يريدون أن يزرعوا فيك شكًّا كي لا تسبقهم.
لكن المفارقة أنّ كلمتهم لا تصفك، بل تفضحهم:
تكشف هشاشتهم، ونقصهم، وضيق أفقهم.
أما أنت، فلك أن تبتسم ابتسامة باردة،
وتقول في سرك:
“وزني ينقص، لكن وعيي يزيد، ولساني لا يزن أحدًا.”
الدايت الحقيقي ليس في الجسد،
بل في تنقية الذهن من تأثير كلّ كلمةٍ سمّها الناس “رأيًا صريحًا”.
احرم نفسك من وزن الآخرين كما تحرمها من السكر؛
فكلاهما سمّ يتراكم في الداخل.
التعليقات