في العلاقات الزوجية، لا يسير القلبان دائمًا على نفس الإيقاع. قد نجد طرفًا في قمة الحب، ممتلئًا بالشوق والرغبة في التعبير، بينما الطرف الآخر يعيش حالة فتور هادئ، وكأن مشاعره أخذت استراحة مؤقتة.

هذا الفتور قد يكون أمرًا طبيعيًا، نتيجة تراكم الإرهاق النفسي والجسدي وضغط الحياة اليومية، وليس بالضرورة علامة على خلل أو برود في العلاقة. فكل إنسان يحتاج أحيانًا مساحة يلتقط فيها أنفاسه ويستعيد توازنه.

لكن الإشكال يظهر عند الطرف الآخر: ذلك الذي يفيض قلبه بالعاطفة، ويتمنى أن يُقابل بالمثل. حين لا يجد انعكاسًا لمشاعره، يبدأ القلق: هل شريكي ما زال يحبني؟ هل العلاقة كما كانت؟

وهنا يتحول الفتور الطبيعي إلى مصدر شك وانزعاج، وربما بداية مسافة خفية بين الطرفين.

فهل يجب أن نتقبل اختلاف وتفاوت المشاعر بين الزوجين كجزء من طبيعة العلاقة الإنسانية؟

أم أن غياب التوازن العاطفي، حتى لو كان مؤقتًا، هو جرس إنذار لا يمكن تجاهله؟