في السنوات الأخيرة انتشرت نصائح تطوير الذات بشكل هائل في الكتب ومواقع التواصل والمحتوى المرئي "استيقظ الساعة الخامسة" "اقرأ كتابًا في الأسبوع" "أحط نفسك بالإيجابيين فقط" "غيّر حياتك في 21 يومًا" وهكذا في البداية قد تبدو هذه النصائح مفيدة ومحفّزة لكن مع الوقت كثيرون بدأوا يشعرون بأنهم دائمًا متأخرون دائمًا مقصرون وأن الراحة أو التباطؤ أو حتى التعب = فشل صار الإنسان يُقارن نفسه بقائمة من "المثاليين" لا يعيش اللحظة بل يركض خلف نسخة مثالية من نفسه لا يصلها أبدًا أعرف شابًا كان كلما شعر بالتعب أو الإرهاق يفتح مقطعًا تحفيزيًا بدلًا من أن يستمع لجسده يحاول أن يُجبر نفسه على مواصلة العمل لأنه كما يقول الصوت في المقطع "الراحة للضعفاء" مع الوقت بدأ يشعر أنه يفقد طاقته وبهجته في كل شيء صار يرى نفسه ضعيفًا كلما تعب أو لم يُنجز شيئًا يُذكر حتى قال ذات مرة "ما عدت أعرف هل أحتاج تطويرًا أم راحة أم فقط أن أُترك في سلام"

الإفراط في نصائح التطوير لا يجعلنا أفضل دائمًا بل يجعلنا أحيانًا قساة على أنفسنا نُحمّلها ما لا تحتمل ونعيش في سباق مستمر لا نعرف فيه الفرق بين النمو الحقيقي وبين جلد الذات المتخفي في ثوب التحفيز

شاركونا رأيكم هل تحولت نصائح تطوير الذات من مصدر إلهام إلى عبء نفسي نضعه على أنفسنا دون وعي؟