يتناقض شعورنا ويتحير تجاه الأثرياء؛ فأحيانا نشعر أن الاحتفاء بهم مبالغ فيه، وأنهم وصلوا للثراء عن طريق النفاق والخداع أو عن طريق الصدفة، وأحياناً نقدر ونحترم الأثرياء، بل نقرأ سيرهم وندرس أفعالهم باهتمام عسى أن نقتدي بها..
فالثري لابد أنه يمتلك مجموعة من الفضائل المحبوبة حتى يحصل على ثروته ويحافظ عليها: فلابد أن الثري لديه الذكاء، والطاقة، والقدرة على التفكير النافذ وإعمال العقل بقوة في التوفيق بين أعماله وذاته وجوانب حياته، كما أن الثري لابد لديه القدرة على التعاون مع الآخرين والتوافق معهم ومعرفة أسس النجاح في تعاملاته، ولديه القدرة على الشجاعة في القيام بمهام صعبة وخطرة على العكس من الشخص العادي.
لكن بعض الأدباء خصصوا جزءاً من فنهم ليوضحوا أن الثراء والمكانة الاجتماعية لا تعني امتلاك الأثرياء للذكاء أو الفضيلة، مثل الكاتبة جين أوستن في روايتها "مانسفيلد بارك"، فقد وصفت الأغنياء: بالسطحية، الأنانية، الجهل العاطفي، التصنع والرياء، الغباء الاجتماعي.. إلى أي مدى برأيك تكون القدرة على تكوين الثروة والحفاظ عليها؛ دليلاً على صفات عقلية وأخلاقية نادرة؟
التعليقات