تُشعل جرائم الاغتصاب تحديداً الغضب داخلنا، وتجعل الدماء تفور في عروقنا، حيث يكون هناك دوماً طرف مستضعف وطرف معتدٍ باستعمال القوة - لا لحاجة أساسية كالبقاء على قيد الحياة (التي تكون دافع السارق أحياناً مثلاً) - لكن على العكس يعتدي المغتصب لخلل في نفسه ولاضطراب في دوافعه.

نحن نعلم أن القانون يمنح لكل شخص الحق في طلب المساعدة من محامٍ يختاره بنفسه لحماية حقوقه وإثباتها، وللدفاع عنه في جميع مراحل الإجراءات الجنائية.

ذلك لأن في بعض الجرائم تكون هناك أدلة في صالح الجاني، كما تكون هناك أدلة ضده، ومهمة المحامي أن يقوم بإظهار الأدلة التي في صالح المتهم فهو قد يكون بريء بالفعل، وقد سمعنا أكثر من قصة لمتهمين أثبتت برائتهم بعد قضاء فترات عقوبة في قضايا اغتصاب تصل إلى 30 عاماً.

رغم ذلك يتحرج بعض المحامين من الدفاع عن المتهمين في القضايا الشنيعة المشهورة إعلامياً كاغتصاب الأطفال والنساء، أو جرائم التعذيب واستغلال القوة لإيقاع الأذى بالطرف الأضعف..

من ناحية أخرى قد يدافع المحامون عن دورهم بأنهم يؤدون واجبهم باحتراف، لكن الأثر الأخلاقي لا يمكن محوه من الضمير العام، ففي كل مرة يخرج فيها مغتصب من قاعة المحكمة حراً نتيجة لثغرة قانونية أو براعة محامٍ، يشعر المجتمع بالغدر. ليس فقط من الجاني، بل من النظام نفسه. ويفقد الناس ثقتهم في العدالة وفي فكرة أن القانون وُجد أصلاً لحمايتهم.

فما مدى أخلاقية دفاع المحامين عن المغتصبين ومرتكبي الجرائم الشنيعة برأيك؟