تقول لوري غوتليب، كاتبة أمريكية ومعالجة نفسية، مؤلفة كتاب "ربما عليك أن تكلم أحدًا"، إن ردة الفعل الهيستيرية على أي موقف هي ببساطة تعني تراكمية الأفكار والمشاعر إمّا حيال هذا الموقف تحديدًا، وإمّا بسبب مشكلة أخرى، والموقف كان فقط محفزًا لظهورها. مع العلم أن التراكم نفسه يتيح للمخ إيجاد أدلة وبراهين، وبناء أفكار سلبية ومشاعر مؤرقة حول "الفكرة الأصلية"، فقط لأنها لم يٌعبّر عنها.
وأعتقد أننا جميعنا مررنا بمواقف مشابهة، وجدنا أن ردة أفعالنا مضاعفة في الغضب أو التوتر أو الانفعالات بالمقارنة بما يستحقه الموقف نفسه، بل أننا قد نجد عبارات وتعبيرات تخرج دون إرادة أو وعي بها، ونُدركها فقط حين نرى ردات الفعل على وجوه الآخرين.
ولكن نقطة مهمة هنا أيضًا، في ظروف مختلفة، نضطر إلى مراكمة الأفكار والمشاعر، لعدم وجود مساحة آمنة للتعبير عنها، إمّا بسبب المسؤولية "بتعريفاتها في مختلف المواقف"، وإمّا نتيجة الشعور بالخذلان سابقًا، وأحيانًا كثيرة، بسبب الخوف أصلًا من التعبير تجنبًا لإظهار أي ضعف قد يعرضنا للاستغلال من أي نوع.
لكن في الوقت نفسه، تجنب التحدث واختيار الكبت أو التراكم، سواء إراديًا أو غير إراديًا، هو نفسه الحكم على مصير أي علاقة تقريبًا بالانفصال عنها تدريجيًا، والسؤال هنا: ما الطريقة الملائمة للتعبير عن الأفكار دون الحاجة إلى مراكمتها، ولا سيما في المواقف التي تكون على عاتقنا أحد أنواع المسؤولية؟
التعليقات