نلوم أنفسنا أحيانًا بعد أن نمرّ بيوم سيء، نكون فيه قد ضيّعنا فيه الكثير من خططنا، وركنّا إلى الحياة الرخيِّة والمُشتّتات السهلة.

مثلًا لو كنتُ قد خطّطت لاستغلال الخميس في شيء مفيد، وبدلًا عن ذلك، قضيته في متابعة فيديوات قصيرة على يوتيوب، وتصفّح تغريدات لا تنتهي على تويتر، سأنزعج من نفسي، ولن أكون هادئ البال حين أخلد لفراشي.

بعض اللوم مفيد، ولو زاد عن حدّه أضر، وأرى أنّنا سنحقّق ماهو أفيد من اللوم لو تذكّرنا مشاعرنا في هذا اليوم.

أتذكّر كيف حالي اليوم ين ركنتُ للمشتتات، هل كنتُ سعيدًا؟ لا أعتقد، لم أعرف الراحة رغم أنِّي لم أتحرك من مكاني، وكان بالي يُفكّر دائمًا بما ضيّعته، ينتقل من تشتّت إلى آخر وهو يُسكت صوت ضميره بجرعة جديدة من الدوبامين. أفكّر في هذه المواقف بأن أحفظ هذا الشعور جيدًا، أضعه على بالي، وأذكّر نفسي به حينما أشكو من رتابة يوم مُمل، يوم فيه مهام جدّية، فيكون بذلك عونًا لي على الاستمرار في مثل هذه الأيام.

لا تُسرف من عذل نفسك بعد انتهاء اليوم أنّك لم تتبّع فيه ما يُمليه عليك عقلك، فسوّفتَ الفضائل وخُضتَ في التوافه. 

بل تذكّر هذا الشعور جيدًا، كم هو بغيض شعور الابتعاد عن العقل والأهداف التي خُلقنا من أجلها. احفظه ليكونَ نصيرًا لك في تجرّع رتابة الأيام الجدّية.