نتعلّق بالأماني كغريق يتعلق بقشة!!، رغبة بالخروج من مأزق الحياة علّنا نبدأ صفحاتنا الجديدة بآمال جديدة!، لنكتشف متأخراً أنهم مارسوا الوهم معنا حين نصحونا بأن ننطلق للحياة باحثين عن أنفسنا، مستكشفين ذواتنا؟، فعقدنا الآمال بغدٍ نكون فيه البُناة!، واعتقدنا أنّ الحياة ورديّة اللون، مخملية الملمس، وسماؤها مبهرجة الأفراح!!.

انكببنا على علومٍ عفا عن تجديدها الزمن، ندرسها لما نظنه الغد الأجمل!، ودخلنا معترك الحياة بعد أن وقعنا في حيرة النصائح المتتالية، أين نذهب، وبأيّ فضاء نحلّق!؟.

فانقسمنا لفريقين.. فريق اختار الغد بنكهة السوق واحتياجاته، وفريق كانت أحلامه خياره!!!

 أوتعلمين يا نفس كيف هي النهايات بعد أن سقطنا أسرى أحلامنا المزيفة!؟ وكانت الفجيعة بواقعٍ مغايرٍ لما أوهمونا بأنه مستقبلنا؟

فأمام التفاصيل المالحة التي لم يخبرونا عن قسوتها، تقف أحلامنا على أعتاب الرجاء كطفلٍ خجول لم يدرك أنّ أسنانه الدائمة إن نخرها السوس لن تجد لها بديلاً.. فنندم على أسنان لبنية رميناها للشمس لنكون أفضل!!.

ويحها الأرصفة التي يطؤها حلم مزيف ويرتحل، ونبقى مقيّدين ما بين رصيفين وشارع -يعجّ بأحلام موؤودة تموت قبل أن تولد- ننتظر إذناً بالعبور!!!، وأيّ إذنٍ سيُمنَح لحلمٍ بعيد عن واقعٍ مرٍّ لا يُعاش؟!.

إنها ذلك الختم الرحيم الذي يأتي حين لا نملك ما نقدمه أكثر من انتظار فرصة غير قابلةٍ القسمة على واقع لا يعرف إلا اقتناص الفرص!. 

فمن الزلات التي سقطنا بها أننا رسمنا خيوط مستقبلنا، ونسينا التفكير بالطريقة!!، 

تعجّلنا الوصول للغد لتخبرنا الحياة بأننا نطارد خيط دخان!!، لقد خاننا الواقع، لنكون عالقين بين حلمٍ ينتظر التحقيق، وواقع لا يحمل النبؤة معه!!، حيث تأتي الصفعة، بوقوفنا في طابور قد لا نملك تحصيل الدور فيه!. 

نمارس لعبة الانتظار إذا وجدنا أننا في طريق الحياة لم نتقدم خطوة، فحتى لا نبتئس، نستمر بممارسة أحلام مزيفة قدر المستطاع، فلن يحاسبنا على أحلامنا أحد، هامسين لأنفسنا: لا تبتئسي، فأنا شخصٌ مميز، أحلامه ليست آنية التحقيق، أحلامه تأتي متأخرة!!.