إذا لم تخرج من غرفتك في حياتك ليس لديك الحق في أن تحاضرنا

في الحقيقة لم أرى شخصًا مناسبا للعب دور اللايف كوتش إلا قلة قليلة، وبالنسبة لحال هذه الأيام على مواقع التواصل، فكثرة المنشورات بأسلوب النصيحة التي تشعرك بأنه أخذها من أغنية مهرجان، خاصة التي تتحدث عن الأصدقاء والخيانة، وكثرة تلك النصائح عند المراهقين بالأساس، يضعون لهم صورة في وضع التفكير العميق ويكتبوا جملة تطاد تنفجر منها من الضحك، يعتقدون بقوة أن لهم خبرة كبيرة في الحياة، لا أنكر أن ما تعرض له المراهقين حاليا أكثر مما تعرضنا له نحن في زمننا، ولكن هذا الاحساس بالثقة والقوة والحكمة يتخطى الحدود.

الجميع جميل و لا وجود للقبح.

لا أحب مثل تلك الجمل، فكما خلق الله الجمال، فإنه سبحانه خلق القبح.. ولا داعي لقول تلك الكلمات العجيبة لننال رضا من حولنا.. ومع الأسف فإن العديد من محاضري التنمية البشرية في الوقت الحالي يرددون تلك الكلمات.

أو ربما يعاني من مرض نفسي.

ليس للمرض النفسي علاقة بالجهل.

( الكلام سهل ) كل شخص يمكنه أن يقول أي شيء والنقاش بعقلانية حول ما هو مقتنع به، ولكن ليست كل الأمور يمكن أن يتم تناولها بعقالانية، هناك بعض الأمور التي يجب أن تمر بها حتى تقدّرها وتفهمها وتستطيع حينها أن تبدي رأيك.

مثل الموت مثلا، عليك أن تجرّب فقدان أحد أقربائك حتى تستطيع الحديث عن الأمر، وحتى حينها فلا يحق لك أن تفرض على أحد تجربتك، إذا كان هذا الشخص الحكيم قد حزن على والده 3 أيام فقط فلا يحق له أن يتّهم من يحزنون لسنوات بالضعف أو الخطأ، كل شخص له تجربته المختلفة والتي يجب أن نحترمها.

وهذا ما يجهله أصحاب التنمية البشرية واللايف كوتش ( أننا مختلفون ) وأن النصائح التي يقولونها لا يجب أن تنطبق علينا، كل شخص له ياته وخبراته ومشاكله المنفصلة التي لا تُحل كلها بالعقلانية والكلام الجميل.

الجميع جميل و لا وجود للقبح.

ولكن اسمح لي أن أتفق مع هذه الجملة، في حالة إذا كانت تنطبق على المرأة أو الإنسان بوجه عام، كل إنسان هو جميل، كل إنسان جميل بطريقة مختلفة عن الآخر، فالجمال من أكثر الأشياء النسبية في الوجود.

فأنا وأنت إذا جلسنا وجئنا بصورة لفتاة مثلا، يمكنك أن تقول أنت أنها جميلة وأنا أقول العكس، فما هو الصواب إذا ؟

ما هي المعايير التي يمكننا أن نحدد عليها ما إذا كان هذا الإنسان جميلا أم لا ؟

صراحة أجد أن طرحك غير موفق عزيزي.

السوشيال ميديا هي مساحة للتعبير عن الأراء.. كل الأراء بلا استثناء. وهناك ٣ سيناريوهات لما تراه من طرح

1. أن يعجبك فتتفاعل معه ايجابيا..
2. ألا يعجبك فتتفاعل معه سلبيا (كأن تترك تعليق يشرح وجهة نظر مغايرة كما أفعل أنا الأن)
3. أن تتجاهل الأمر تماما كأنك لم تراه

أما أن نحجر على الأخرين ونطلب منهم عدم الإدلاء برأيهم. فهذا في رأيي لا يصح.. من حقك أن تطرح رأيك مهما كان. ومن حقي أن أعلق على ما تقول برأيي أيضا مهما كان.

الجميع جميل و لا وجود للقبح.

الفجع بسبب موت أحد الأعزاء يجب أن يستمر 3 أيام فقط

لا أعتقد أن هذه الاراء صحيحة. وإذا رأيتها سأختلف مع كاتبها. لكن سأقاتل أيضا ليأخذ فرصته في التعبير عن رأيه للنهاية. ثم أعترض على ما كتب.

تحياتي لرأيك.. مع تحفظي عليه😉

الجميع جميل ولا وجود للقبح

الجمال نسبي اخي , اعرف مصري شهير في التك توك متزوج من فلبينية .

كثر هم الذين علقو على سوء ذوقه ولأكون صادقا حتى انا لا يعجبني اختياره .

لكن طالما انه اختياره فهذا شأنه اخي .

اتفق معك انه لا يحق لاحد ان يحاضر مالم يكن مؤهلاً لذلك .

واتفق ايضا ان المراهقين ان لم يوجههم ابائهم واماهتهم فهم في مازق حقيقي .

أهلا أيها المجهول.. في الحقيقة الناس متفاوتة في قوة مشاعرها تجاه بعضهم..

ولذا فإن جوابه عقلاني جدا، وصريح وواضح.

بينما ينهز رجل بسبب وفاة زوجته، ويبقى على ذكراها إلى أن يموت، هناك رجل آخر يتزوج بعد انتهاء العزاء بيوم واحد..!

وإذا بحثنا لن نقول أن هذا الشخص أو ذاك أوفى، ولكن لكل شخص طريقته في تحدي الألم، والوثوب للحياة.

وإذا قلنا أن امرأة تنظر لنفسها فترى وجهها قبيحا، ربما ينظر لها رجل فيراها أميرة!

وهنا لأن كل عين ترى بشكل مختلف، والجمال نسبي، ربما هي تقول عن نفسها ذلك بسبب مثلا حجم أنفها، أو حجم صدرها مثلا! أو لأنها سمراء البشرة.. وغير ذلك.

وهنا أرى أن الشخص بالفعل حكيم..

وأريد أن أقول أن تجربة فقدان جدتي جعلتني أبكي لشهرين متواصلين، بينما حينما فقدت أشخاص أعز منها لم أبك سوى لحظة انتشال الجثمان.

هل هذا يعني أنني باردة المشاعر أو أنني غريبة الأطوار، لا لكن تكرار التجربة يجعل الشخص صلب نوعا ما، ويتحكم في انفعالاته، بل ويصبح أقوى مع مرور التجارب.

لذا لا أرى بأسا فيما يقوله الحكيم.. بالفعل هو حكيم.

الحياة عبارة عن تجارب يقوم بها المرء خلال فترة وجوده في دنياه.. الحكمة أمر غير هين و يحتاج الحكيم بأن يكون لديه الكثير الكثيو منالعلم و المعرفة حتى يستطيع أن يكون حكيماً، فالأمر لا يقتصر فقط على اختلاطك بالبشر و "و الخروج من غرفتك" بل نحن بحاجة إلى علميكون مرافق للخروج في مضارب الحياة.

اعتقد أن زمن ارسطو و افلاطون و هؤلاء الحكماء جميعاً قد انتهى ،لكن الامر اليوم متروك لمن يملك المال فعند ما يقوم بالتحدث يشهد له منحوله بحكمته و صحة قوله.

لا انكر أن هناك اشخاص يتحلون بالحكمة و لكن تواضعهم يجعلهم مهمشين في مجتمعات لا تُقدر قيمة الحكماء، حبذا لو نراهم و نجلسمعهم و نتعلم منهم التواضع فقط فنحن بأمس الحاجة لهذه الامور البسيطه.