ما من أحد يرتكب الكذب، إلاّ إذا تكلم ضد ضميره. - فريدريش نيتشه

 قد تبدو لك جملة نيتشه على أنها جملة عادية جدًا جدًا، لكنني بعد اختبار حوار مع بعض الصديقات اختلفنا على مفهوم الكذب والفساد والصدق والصلاح!

صديقتي مثلًا تقول أن من تسافر وحدها على سبيل المثال فهي فاسدة مفسدة، وأنها حين تقول أنها مقتنعة بأنه يمكن للمرأة السفر وحدها فهي تزيد على فسادها الكذب! في حين أرى أنا أن الأمور ليست بهذه الحدية، ليست عملية حسابية، قد تكون هذه الصديقة مقتنعة تمام الاقتناع بما أرشده له عقلها! كيف سنسمي هذا كذبًا إن كانت لا تراه هي كذبًا! وهو ما هي مقتنعة به تمامًا! لكن صديقتي تقيم الكذب بما تعتقده هي!

أي أن أي شخص مخالف لما تعتقده صديقتي بالنسبة لها فهو كاذب ومفسد، وليس عندها أي احتمال أن الشخص الذي يقوم بالعمل على شغفه على سبيل المثال ويحسن نفسه دائمًا ويطورها قد يكون هذا فعلًا اعتقاده وأنه وجد طريقة حقيقية ليتكسب من الشئ الذي يحبه، في عقلها لم تنجح هي في هذا ليعض الظروف أو الاختلافات في العقلية فكيف ينجح مع آخر! لابد أنه كاذب لا محالة! وكأن صديقتي هذه هي مصدر تقييم العالم ويحتكمون إليها لكي يضعوا نتائج الدراسات!

كل الناس في عيون صديقتي فاسدون ماداموا لم يلتزمو الأطر الأخلاقية والطرق لحياتية التي ألزمت نفسها هي بها، كلهم كذابون يلعبون على حاجة من حولهم للشعور بالأمان! ليس هناك أي احتمال أبدًا أنهم يمارسون معتقداتهم الفكرية ويرون أن هذا الطريق نجح معهم، لا هم أصحاب نوايا سيئة سيقومون بتجريدها من معتقداتها الدينية والأخلاقية! 

ساعتها تترائى لي جملة ساخرة في عقلي، وهي وماذا فعلت لك معتقداتك حتى الآن حتى تظنين بأن هناك من يسعى للنيل منها!

والآن اسألكم أنتم، كيف تعرفون أالكذب؟