بين حين واخر يتسنى لي حضور محاضرة عن البحث العلمي او محاضرة عن اصول العلوم وفلسفتها .....

والشيء الذي كان يلفت نظري هو تكرار عبارة غامضة من قبل اغلب الباحثين :

-لا حقيقة مطلقة

-نحن نعمم النتائج اكثر من الواقع

لفترة طويلة كانت هذه العبارات غامضة بالنسبة لي واجابتي الوحيدة هي هز الرأس موافقا دون فهم حقيقي

ماذا يعني التعميم في البحث العلمي ؟!

لناخذ مثال مرض السكري

مرض السكري يصيب اكثر من 1 مليون امريكي سنويا

ويتم التعامل مع هؤلاء المرضى وفق كراتيريا وتوصيات احدث الأبحاث المعمولة على مرضى السكري..

لكن الفكرة ان هذه الابحاث في مجملها الفئة المدروسة فيها لا تتجاوز المليون على ابعد تقدير

وهذه الفئة غالبا ما تكون محصورة ضمن شروط معينة (فئة مثقفة تقبل التطوع في الابحاث العلمية-على درجة من الاتصال الاجتماعي الذي يربطها بالباحثين -لديها اهتمام بصحتها ومتابعة امور صحتها ولو بسيط)

يجعل الباحث يطرح سؤالا :

كيف يمكن تعميم نتائج البحث الذي حصلت عليه على كامل المرضى ؟!

اولا الفئة المدروسة أصغر بكثير من الفئة الكاملة

ثانيا الفئة المدروسة محدودة نسبة للفئة الكاملة

وهنا يدرك ان النتائج التي يحصل عليها هي نتائج معممة وليست نتائج مطلقة صالحة للواقع بشكل مطلق ...

فعندما ينزل الى المشفى سيتوقع قدوم مريض سكري

متدهور الحال جدا بسبب نقص ثقافته او اهتمامه بصحته الى الحد الذي يجعل حالته(وبالتالي طريقة التعامل معها) تشذ جدا عن الحالة العامة(اقصد المعممة ولكن المصطلح الشائع العامة )

وايضا لا بد ان يصادف الكثير من الحالات لا تتوافق ونتائجنا المعممة ..

الفائدة من ادراك هذه الصفة بالبحث العلمي متعددة

منها تطوير اساليب اكثر واقعية

اللغة البحثية الصادقة

الاختيار الحكيم للفئة المدروسة

ولكن الفائدة الأهم من وجهة نظري

هي عدم الاعتماد الكامل على العلوم النظرية عند التجارب الواقعية

وانما الاستئناس بها فقط والتعامل مع كل تجربة بصورة منفصلة بما يخص معطياتها فقط