هروبك مما يؤلمك سيؤلمك أكثر ، لا تهرب ، تألم حتى تشفى.. جلال الدين الرومي

على العكس من ديستوفيسكي إن جلال الدين الرومي يرى أننا حين ننتقل من مكان لآخر ولم نشفى بالكامل فإننا لا يجب أن نرحل من أي مكان حتى نشفى بالكامل من الآلام التي نتكبدها في هذا المكان.

جلال الدين الرومي يرى أنه يجب أن تتعافى من الألم بغض النظر عن البيئة التي تتواجد فيها، لأن جلال الدين يرى أنه مسبب الألم لنا هو أنفسنا بالأول والأخير.

من وجهة نظر جلال الدين الرومي نحن نتسبب بالألم لأنفسنا حتى وإن حدث من أحدهم تجاوز ضدنا، لأوضح هذا بمثال، عمر بن الخطاب مثلًا حينما ركل أحدهم في المسجد بالخطأ قال له أحمار أنت يا عمر؟ قال لا! إجابة قد تبدو في منتهى المثالية لنا اليوم، فدعني اعطك مثالًا آخر: لو قال لنا أحدهم في الشارع: أأنت مجنون؟ لدينا خيارين، الخيار الأول أن نصدق جدية الشخص الذي أمامنا ونصرخ ونثور ونقول له أتتهمنا بالجنون ونظل في سلسلة مناقشات وجدالات لا معنى له، بينما لو عملنا أن الذي سب هذا من المجاذيب المتواجدين في الشوارع مثلًا لعلمنا أنه لا يقول لنا ذلك من كل عقله وأن عقله لا يؤهله لكي يحكم علينا بشكل جيد!

لكن ماذا لو عممنا القاعدة على جميع الناس، واعتبرنا أنهم جميعًا لا يملكون هذا الحق وليس لديهم القدرة على تقييمنا تقييمًا حقيقيًا ولم نصدق وصفهم عنا؟ هذه تحديدًا المرحلة التي يقصدها جلال الدين الرومي، بأن نتألم حتى نشفى!

ما رأيك أنتم؟ هل تؤيدون التصرف كما يرى جلال الدين الرومي؟ أم تؤيدون الرحيل كديستوفيسكي في المساهمة السابقة؟