الحرية .. بقلمي و

بعقل دويستويفسكي

مذكرات من البيت الميت

اكثر ما كان يزعجني ، مفهوم الحرية فلقد اندثرت تمام ، لم تكن متاحة داخل السجن ، وقضيت الف يوم اعدها كل يوم الف مرة ، ليذهب يوم من الالف ، وقد كان يشاركني الجميع في كل شئ ، بداية من الاستيقاظ صباحا لنستخدم دلو واحد ونقف في طابور لنغسل وجوهنا و قد ينقلب الوضع اذا تعدي احدهم الطابور وقد يتدخل الجنود ويكون هناك عقاب ، ناكل سويا ، نعمل سويا ، طوال الوقت نظرتنا مسلطة علي بعضنا والجنود فان لم نتكلم تتلقي النظرات .. و نتجمع في نهاية اليوم داخل شبه غرفة بها ثلاثين سرير و ثلاثين سجين ، متقاربه جد عبارة عن الواح خشبية .. و احاول طوال الوقت تمثيل اني نائم مغمض العينين للاكون وحدي .. انعم ببعض الحريه .. ولكن هيئات .. فمع الليل و هبوط الظلام تقل الحراسه و يبداء المخفي بالظهور من زجاجات خمر و لعب قمار بين المساجين .. و عند دخولي السجن تم تسليمي صندوق خشبي للاضع مقتنياتي و لكن كان يتم سرقتي وهذا عادي وطبيعي في السجن والكل يتعامل مع الامر بمنتهي الهدؤ وكانه فعل غير مشين .. حتي جاءت اعياد الميلاد و وجدت فرحة من الجميع لاننا سوف نذهب الحمام للاستحمام .. و تم اقتياد المساجين الي حمام هو الاقل في البلدة ولم يتم ازالة او فك القيود في اليد والساقين والتي كانت طوال الوقت نحملها و دخلنا الحمام علي دفعات .. اكثر من ثلاثين رجل ولكن هناك مكان كنا نخلع ملابسنا ولكن بالاغلال طبعا في مهمة شبه مستحيلة لسجين جديد مثلي حتي ساعدني احدهم .. و تم تسليمي قطعة صابون دائرية في حجم صغير ( غطاء زجاجة كولا ) ويتم تسليم وعائين واحد قبل استعمال الصابون والاخر بعد استعمال الصابون علي الشعر والجسم ومن يحتاج المزيد من الماء او ادوات النظافة ب2كوبيكا .. وكان يتم تسليم الوعاء من شباك .. وكان هناك مساجين جالسين علي الارض للاستمتاع بالبخار و الاوعية التي يتم اخذها للاستحمام يستمتع بها الموجودين علي الارض اكثر من الواقفين .

ديستوفيسكي

مذكرات من البيت الميت