إصابة الهدف تقتضي معرفة التعامل مع الكرة، لن نصيب الهدف إن ظللنا محدقين فيه ومتجاهلين الكرة، هذا التحديق هو ما أعرفه بالرغبة الزائدة عن حدها، حيث يظل الفرد سائلًا لعابه على مرماه، يتخيل ويحلم ويريد، لكن لا يأخذ غير خطوات ضعيفة تجاهه. 

الرغبة

لدي القدرة على ممارسة شيء ما، فأصبح لدي الشغف لممارسته، ولما مارسته برز أمامي هدف لتحقيقه، هذا الهدف ولَّد الرغبة في الوصول إليه، حسنًا، إننا حتى بروز الهدف أمامنا نسير بطريقة صحيحة، لكن عندما تأتي الرغبة وتُطلق في نفوسنا الأمل، تبدأ اللعبة الحقيقية.

النوم

أحد النصائح التي يقولها الأطباء للأشخاص الذين يعانون من الأرق هي "أن لا يفكروا في النوم أثناء محاولتهم النوم"، كلما ازداد الأرق ازدادت الرغبة في النوم، وكلما ازدادت الرغبة في النوم قلت فرصة الحصول عليه، هكذا هي!، هل سمعت شخصًا ما يقول لك "أني من فرط إرهاقي غير قادر على النوم"؟ إن الخدعة في النوم هي عدم التفكير فيه. 

لكن لماذا؟

كما ذكرت في بداية المساهمة، الرغبة في الهدف تجعلنا نركز عليه ونهيم فيه عشقًا، وهذا لا يجعلنا نأخذ خطواتنا الصغيرة، ونركز على الأداء والأسلوب، ونماطل في رحلة طويلة، فهذه الرغبة تجعلنا كطفل جائع لا يسعى جاهدًا للحصول على طعام، وإنما يدبدب بقدميه باكيًا فهو يريده أن يقدم إليه الآن .. في الحال!، وكل هذا يقلل من فرص بلوغ الهدف، وبالتالي فإن الأمل الذي أطلقته الرغبة في نفوسنا سينطفئ، وينقلب علينا يأسًا وضيقًا.

أعتقد أن علينا في رحلتنا أن نؤمن بأنفسنا أولًا، وأن يكون إيماننا بأنفسنا هذا هو ما يحركنا، فإذا ما زعمنا بوجود هدف علينا الوصول إليه، ينبغي أن نقول "قد نصل إليه وقد لا نصل، لكن إيماننا بأنفسنا هو الوقود الذي يحركنا وليس هدفًا خارجيًا"، وبهذه الطريقة نكون قد قللنا من الرغبة الضارة، وضبطنا نسبتها، لأننا لا نزال راغبين في تحصيل الإنجازات، لكن ليست رغبة الطفل، وإنما رغبة الناضج. 

ما هي مقترحاتك لضبط الرغبة؟ كيف تصرف حين يُنزع منك الأمل؟