السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اشتقت إليكم أسرة حسوب الكرام..

لا تخلو حياتنا من بعض الصدامات والخلافات مع الآخرين في محيطنا، سواءً كانوا أفراد أسرتنا أو زملاء العمل أو الجيران أو الأصدقاء.

وفي الكثير من هذه الخلافات قد نندهش من ردود أفعال البعض ونجدها قاسية أو لا مبرر لها، إذ كيف يتصرف معي فلان هذا التصرف؟ لهذه الدرجة ينتقص مني؟ كيف يجرؤ؟ هل نسي ما بيننا من ود أو علاقة طيبة؟

وندخل أنفسنا في دوامة تنتهي إما بشعور الانكسار والخذلان أو بتزايد حدة المشكلة وربما القطيعة، مع أنه كان من الممكن اتخاذ إجراء (ربما) ساعد الشيء الكثير في حل المشكلة من جذورها، وهذا الإجراء هو استراتيجية إعادة صياغة المشكلة ولكن من وجهة نظر الطرف الآخر وقد جربتها حقًا في العديد من العلاقات المختلفة من حولي ولمست لها أثرًا إيجابيًا.

وينتج عن تطبيق هذه الاستراتيجية:

  • تفهم أكثر لطريقة تفكير الطرف الآخر ودوافع ردود أفعاله.
  • التماس العذر لأي تصرف قاسي أو غير مقبول قام به الطرف الآخر.
  • التخلص من شعور الخذلان أو شعور الغضب الناتج عن تصرفات الطرف الآخر.

والآن إلى مثال عملي للتوضيح:

في التعامل مع الأبناء

كثيرًا جدًا ما تشتكي الأم من طفلها المجادل العنيد الذي لا يسمع كلامها على الرغم من أنه يعي جيدًا أن تصرفاته خاطئة وقائمة أخرى طويلة من التهم تنصب فوق رأس ذلك الكائن البريئ.

بتقنية إعادة صياغة المشكلة نمشي في الخطوات التالية:

أولًا: نكتب قائمة المشكلات التي نعاني منها مع الطرف الآخر وهي هنا كالتالي مثلًا:

  • فهو يكسر أي لعبة مهما كانت غالية.
  • لا يكف عن القفز من فوق الكراسي أو يلعب بالكرة في المنزل ويكسر التحف.

ثانيًا: سوف نعيد كتابة المشكلة ولكن بطريقة تعقلية ذات نظرة متفهمة لطبيعة الطرف الآخر ووضعه وحالته النفسية، كالتالي:

  • الطفل لديه حس استكشافي عالي جدًا، يحب الفك والتركيب، يبدو ذكيًا ونبيهًا لدرجة أنه يفكك اللعبة لأصغر أجزاء ممكنة ولكن للأسف أحيانًا ما يكون إصلاح اللعب مرة أخرى شيئ غير ممكن وهذا يزعجني.
  • طفلي صحته جيدة، ولديه طاقة جسمانية عالية، يحب الحركة واللعب والقفز، ولكن هذا يؤدي في النهاية لتدمير ترتيب المنزل مما يؤثر على حالتي النفسية.

ثالثًا: مرحلة إيجاد الحلول، كالتالي:

  • بالنسبة لتكسير الألعاب، يمكننا شراء الألعاب التي تقوم فكرتها على الفك والتركيب والبناء كالمكعبات في السن الصغير ثم الليغو في العمر الأكبر، كما يمكننا شراء العديد من الألعاب رخيصة الثمن والتي لا يؤسف عليها لو تحطمت، كما يمكننا أن نشارك الطفل في اللعب بحيث نعلمه معنى الحفاظ على أشيائه الثمينة فهو بالطبع لم يتعلم ذلك عندما كان في بطنكِ عزيزتي الأم.
  • بالنسبة للقفز هنا وهناك فعن تجربة شخصية كنت في البداية أثور وأصرخ وأنفعل، كان يؤذي نفسيتي أن أرى المنزل مقلوبًا رأسًا على عقب، لكن ماذا؟ الحمد لله أن أطفالي أصحاء يتمتعون بجسم وعقل سليم، الحمد لله أنهم بخير، هذا يهدئ الأعصاب مؤقتًا، ثم يجب عليّ كأم أن أوفر البديل، لا بد لهذه الطاقة أن تُستغل وتخرج، فإما أن يتم تخصيص مكان في المنزل وتأمينه للعب والقفز أو الاشتراك في أي نشاط بدني مثل الكراتيه أو الكونغفو لأنه ليس من الوارد أن يجلس الطفل مثل كرسي من كراسي الصالون، ولو حدث ذلك فهذه ستكون مصيبة وستتمنين وقتها لو كان بخير وليكسر ما يكسر.

لا يفهم من كلامي أن قلة التهذيب أو تطاول الطرف الآخر وخطئه أمر وارد السكوت عنه، إطلاقًا، فقط ينبغي علينا أن نبذل بعض الجهد لإنجاح العلاقات، سواء مع أطفالنا أو مع أفراد أسرتنا أو المحيطين بنا.

هل سبق وسمعتم عن هذه الاستراتيجية أو هل تحمستم لتجربتها؟ وبرأيكم هل ترونها مجدية في التعاملات من حولنا؟