عندما كنت أبحث عن ميكانيزمات الدفاع والأساليب التي يستخدمها الإنسان للتكيف مع الحياة والضغوطات التي يواجهها وتفسير تصرفه في موقف معين، واجهت العديد من الميكانيزمات التي يعتمد عليها البعض بشكل كبير في التعاطي مع المواقف التي يمر بها و لكنه يكون غير مدرك لتفسير تلك التصرفات و فقًا لعلم النفس. 

لفت انتباهي مجموعة من الميكانيزمات تحدثت في مساهمة من قبل عن الإزاحة و كيف يزيح الفرد مشاعره وأفكاره من موقف لآخر واليوم نتناول ميكانيزم آخر هو التسامي .

و لكن ماهية هذه العملية ؟ و كيف تتم ؟ 

التسامي هو عملية يقوم فيها الفرد بتحويل دوافعه الداخلية إلى نشاطات و أفكار مقبولة اجتماعيًا وثقافيًا وفكريًا.

حيث يقوم التسامي على عدم تجاهل الصراعات الداخلية مثل الدوافع العدوانية فإنه وفقًا لهذه العملية يقوم الشخص بالميل للأنشطة المقبولة اجتماعيًا و التي تساعده في التخفيف من الطاقات العدوانية بداخله مثل الكاراتيه أو المصارعة أو كرة القدم وغيرها.

فالتسامي عميلة لاشعورية يقوم فيها الأنا " الجانب المدرك و الواقعي في الشخصية " بهدف الحماية من المرض النفسي الناجم عن الحرمان، أي أن الأنا يقوم بشكل لا شعوري بعملية توحيد بعض الدوافع المستهجنة إلى موضوعات تلقى القبول الاجتماعي.

في بعض الأحيان نسمع مصطلح أن هناك بعض الطلاب يتزوجون كتبهم، أو أن هناك بعض الناس يتزوجون أعمالهم فما هو تفسير ذلك؟

وفقًا لميكانيزمات الدفاع فإن اهتمام هؤلاء الأشخاص بدراستهم وأعمالهم بشكل مبالغ فيه ناتج عن فشلهم في مناحي معينة من الحياة، فتجد الشخص الذي لا يستطيع تحقيق الاستقرار الأسري أو الذي يواجه مشاكل معينة مع شريك الحياة ومشاكل في تربية الأبناء، يهرب من هذه المواجهة والإحباطات التي قد يتعرض لها، والصراعات بشكل لا إرادي، ويتسامى عن هذا الجو المشحون غير المتزن إلى أهداف مقبولة اجتماعيًا، فيفضل إسراف وقته في أهداف تحقق له الإنجاز و النجاح على المستوى المهني و الشخصي ليعيد لنفسه حالة التوازن.

برأيك هل يعتبر هذا الأسلوب أحد الحلول السوية التي يتعامل فيها الشخص مع الفرد في حياته ؟ هل تتسامى عن صراعاتك الداخلية في إنجازات و أهداف حقيقية ؟