كنت في رحلة مع أصدقائي لأحد البلدان الشاطئية، وهناك قمنا بزيارة أحد المعارض الفنية التي انبهرت بها ولا تزال عالقة في ذهني في الحقيقة.

كان شابا في أواخر العشرينات من العمر، امتلك موهبة فذه، لوحاته تكاد تنطق من شدة روعتها.

لم يكن لدي شك في أنه قد تخرج من أحد الكليات الفنية المحيطة، ولكن خاب ظني، فقد كان أحد خريجي كلية العلوم!!!

عندما سألته عن سبب عدم التحاقه بكلية الفنون أجابني بسؤال آخر قائلا:

وهل شاهدت أحد أساتذتك ممن تخرجوا من كلية الفنون يرسم مثل هذه اللوحات؟!

بالتأكيد لم أكن أمتلك الموضوعية في الحكم وقتها، ولكن بطريقة أو بأخرى كنت مبهورا بما شاهدت، وأثق تماما أن الكثير من الدارسين لا يتمكن من عمل مثل هذه اللوحات.

إثقال الموهبة بالدراسة أمر محل جدل بين فرقتين منذ عهد بعيد.

فواحد يؤمن بضرورة إثقال الموهبة بالدراسة حتى تصل لأعلى درجات الإبداع.

والآخر يعتقد أن الدراسة تقيد إبداع الفنان، وتحد من إمكانياته، حيث أن التزامه بقواعد وضوابط معينه تصيبه بالجمود الإبداعي في أغلب الحالات!

الأمر بالتأكيد لا يتوقف على مجال الرسم فقط، الكتابة، التصميم، التعليق الصوتي، ....... إلخ.

في رأيك؛ هل تساهم الدراسة في زيادة الإبداع الفني أم أنها تحد منه؟