ربما تكون علمت بشأن تحديث واتساب الجديد وربما لا، على كل حال دعني اذكره لك. آخر تحديث للتطبيق الواتسآب هو إمكانية تسريع المقاطع الصوتية إلى الضعف، واتساب يقول لك أنه يمكنك الآن أن توفر نصف الوقت الذي تستمتع فيه لمقاطع صوتية من أصدقائك، لست بحاجة لهدر الوقت بعد الآن.

هذا التحديث يعيدنا بالذاكرة إلى قيام فيسبوك بجعل الاعجاب على فيسبوك يتفرع إلى خمسة فروع: أعجبني، أحببته، أضحكني، أحزنني، أغضبني، ليوفر عليك الوقت الذي كانت تقول فيه لصديق ما أنك بالفعل أحببت منشوره ولا تكتفي بالإعجاب. يبدو أن مواقع التواصل تميكن مشاعرنا وتجردنا من دوافعنا الإنسانية واحدة بعد الآخرى، أصبح كل شئ بكبسة زر، لا حاجة لئن تتكلم وتضيع وقتك، لا حاجة لئن تعبر عن نفسك، نحن نقوم بذلك بدلًا عنك.

خطر في بالي حينما قرأت عن التحديث الجديد تساءل هل فعلًا وصلنا لهاته المرحلة التي يكون فيه فضفضة صديق معي نوعًا من العبأ بحيث لا اطيق انتظاره حتى ينتهي؟ هل اتمنى أن ارى نفسي وصديقي يرغب في تسريع كلامي من أجل أن ينتهي مني بسرعة؟ هل هذا ما اتمناه لنفسي حقًا؟ هل هذا التواصل الشغوف الذي اتمناه لنفسي ومن حولي؟

إجابتي هي لا، واعتقد أن مواقع التواصل برغم كونها مواقع تواصل وهي باسمها هكذا يبدو أنها تقيم بيننا وبين بعضنا حواجر نفسية لا متناهية! بحيث لا يصبح في جعبتك دقائق تبذلها لمن حولك بشغف واستماع حقيقي!

هل ترون أنني ابالغ؟ أم أنكم تلاحظون هذا مثلي؟