"ياريتنى كنت ولد" تلك الجملة دائماً ما تتكرر على لسان صديقاتى، والفتيات حولى. لأن اغلبهن ترى أن كونها فتاة يمنعها عن الكثير من الأشياء، ويضع أمامها الكثير من القيود. على عكس هؤلاء كنت أرى أن الفتيات أيضاً يستطعن فعل الكثير، وأنه بإمكانهن تحقيق ما يريدون رغم كون دورهن الرئيسى هو الأمومة، والتربّية، لكن مازلن يملكن القدرة على تحقيق إنجازات أخرى بجانب ذلك العمل!

ولأول مرة منذ مدة تتزعزع معتقداتى فيما يخص ذلك الشأن، وذلك حينما وقع حادث تصادم قطارين قريبين من محافظتى. الحادث الذى أظفر عن العديد من الجرحى، والمتوفيين، ولن أُبالغ إن قلت أنه من أصعب الأيام علىّ، ومن أكثر الأحدث إثارة لمشاعرى الإنسانية.

هل الرغبة تكفى؟!

رغم رغبتى المُلِّحة فى تقديم يد المساعدة لم أفعل أى شئ! بنتيتى الضعيفة، ووزنى القليل لم يسعفونى كى أتبرع بالدم! وحينما رغبت فى النزول للمساعدة فى تنظيم المستشفيات، والمتبرعين قوبل طلبى بالرفض من قِبَل الجمعية التى أتطوع بها حيث تقرر كالآتى "المشاركة للشباب فقط"

لماذا الشباب بالذات؟

ذلك التساؤل لم يبرح عقلى وقتها قط بل زاد من جماح رغبتى فى المشاركة "ألستُ من أبناء تلك البلد؟"

"ألا أستطيع تقديم المساعدة لكونى فتاة؟!"

لكنى حينما فكرت قليلاً بعقلانية وجدت أن البعض يرى الآتى:

١. الفتيات أكثر عاطفية من الشباب لذلك سيفشلن فى التحكم فى مشاعرهن فى خضم تلك الأحداث.

٢. الفتيات قد يتعرضن للضرر بأى شكل وسط الزحام.

٣. أغلب الفتيات بنيتهن ضعيفة، لذلك يُفضِل البعض أن يكون المتبرع بالدم فتى، وليس فتاة.

رغم اتفاقى مع ما سبق لكن ما زلت لا أرى أن الأمر يمكن تعميمه لدى كل الفتيات.

برأيك ما هى الأسباب الأخرى التى تجعل البعض يُفضِل الشباب عن البنات فى المواقف الصعبة؟

لو كان بإمكانك الاختيار، هل كنت ستغير نوعك؟