بداية لتلك العبارة قصص كثيرة تداولتها الأجيال بتفاصيل مختلفة، وعندما حاولت البحث عن مصدر موثوق لها وجدت العديد من التناقض في الروايات المنقولة، ولكن دعونا نركز على مضمون القصة بعيدا عن التفاصيل الزائدة.

فالقصة تشير إلى أنه في زمان بعيد قام قائد أحد الجيوش بحرق السفن الخاصة بكتيبته البحرية - بعدما عبروا البحر واستقروا على أحد الجزر لمواجهة العدو -، وكان فعله هذا ردا على أحد جنوده الذي أخبره بأن جيش العدو أكبر عددا وأكثر عتادا، حيث أمر بحرق السفن التي أقلتهم إلى الجزيرة، ثم نادى فيهم قائلا:

"والآن وقد احترقت السفن، فلم يعد يمكننا العودة أو الفرار، فالنصر أو الموت"!!

وبالفعل انتصر الجيش وكان له ما أراد.

بصرف النظر عن مدى صحة القصة وحقيقتها التاريخية، إلا أننا نود أن نناقش العبرة المستقاة من أحداثها.

تحليلي للأحداث أن الجيش قد بذل كل ما لديه وانتصر لأنه فقد سفينته التي كانت ستتيح له فرصة الفرار والعودة للديار.

وكذلك الحال بالنسبة لكل واحد منا.

السفينة قد ترمز لأشياء كثيرة في حياتنا.

وظيفتك التي تركن إليها وهي لا تدر عليك دخلا يكفيك قوت يومك، ولكنك لا تجرب وتسعى في غيرها متواكلا على ما ستدره عليك من أموال نهاية كل شهر!

رغم أنه لو تم فصلك من الوظيفة – إحترقت السفينة – لإنطلقت مشتعلا مفعما بالطاقة ساعيا للنجاح ولا شئ غيره، وغالبا ما ستنجح، فقط لأنك لا تملك بديلا عن النجاح.

لماذا لا تحرق سفينتك وتنطلق في طريقك؟!

هل تعرفت على تلك السفينة في حياتك، وهل لديك الشجاعة الكافية لتحرقها؟!