لماذا يسير مجال تجارة الملابس بعقلية الموضة السنوية!


التعليقات

أعتقد الأمر يرجع أخي أحمد للتنوع والتغيير، واللذين هما سمة عصرنا الحديث. الأمر أشبه بالسيارات، فهل رأيت سيارةً موديل 2010 حققت نجاحًا واسعًا حينها، لا تزال تنزل بشكلها ذاك سنة 2021؟ بالتأكيد لا، إذ دائمًا ما يبحث الناس عن الجديد والأكثر تطورًا.

كن لو قارنا السيارات بمجال الملابس لوجدنا أنّ ظهور موديل جديد من السيارات كل سنة أمر مقبول نوعا ما لأنّه حتما سيتم إضافة شيئ جديد فيها سواء في المحرّك أو الصالون الداخلي أو في هيكل السيارة..

معك الحق، هذا هو الشيء المختلف بإسقاط مثال السيارات على الملابس؛ إذ أن السيارات تُحدَّث ولا تُجدد وفقط، ولكن ما عنيته هو تقريب الصورة؛ إذ أننا لو استبدلنا السيارات بساعات اليد أو الأثاث أو الهواتف، وجدنا أن الزمن الذي نعيشه يتجه للتجديد وفقط! فلا خلاف أن الأثاث ذا الموضة القديمة، كان له جماهيره وعشاقه شكلًا "من حيث استلطاف الهيئة"، ومضمونًا "من حيث متانة الأخشاب والجودة"، ولكنه اندثر كما تندثر باقي الأشياء من حولنا. لذلك فأنا أُحيل أمر الملابس إلى "الزمن"، القائم على التجدد والتطور كل يوم عن اليوم الذي قبله.

لماذا الأكثرية اليوم أصبحت..

مقياسا لكل شيئ للملابس، للسيارات، للهواتف، لكل شيئ تقريبا.. هل كونُ الشيئ محبوبا من طرف الأغلبية يعني كون جيدا بالضرورة أو يجب إنتاجه وتجاهل ما تحبه الأقلية مثلا!

لأن هدف الشركات عمومًا مهما كانت ناجحة وعالمية؛ هو تحقيق الربح أولًا، لذا فهي تستجيب لما يطلبه الجمهور ..

ماذا عنكم هل واجهتم مشكلة عدم إيجاد شيئ تميلون إليه وتفضلون بحجة أنّه لا يُواكب الموضة؟

في الواقع أحب في معظم الأحيان أن تكون ملابسي متناسبه مع الموضة الجارية بنسبة معينة..

بمعنى أن أنتقي من الموضة ما يتوافق مع الشروط التي أضعها للثياب، وكذلك أنتقي ما يعجبني بنفس الوقت..فهو ليس تقليدًا أعمى..

ولكن في الماضي كان يحدث كثيرًا أن أعجز عن أن أجد ما يناسبني من خلال الموضة السائدة، وكان ذلك مزعجًا للغاية بالنسبة لي، ولكن في الوقت الحالي اختلف الأمر وأصبح المعروض أكثر تنوّعًا..

العالم اليوم أصبح يسير بوتيرة سريعة للغاية أستاذ أحمد، هذه السرعة طالت حتى مجال الأزياء وصناعة الملابس، فنجد أن الموديلات سرعان ما تختفي من الأسواق لتحل مكانها موديلات أخرى حتى إن كانت من وجهة نظر المستهلك أقل جماليةً وقيمة من الموديل السابق، لكنه السباق نحو التفرّد والمنافسة الشرسة بين الشركات.

من أجل ذلك كل عام تقوم العديد من دور الأزياء المعروفة بحرق بضاعتها في المخزون من العام الماضي أو التبرّع بها او إعادة تدويرها للإتيان بموضة جديدة تأمل من خلالها ان تكون منفردةبها في السوق. لكن الغريب أن كل المصانع التي تحمل ماركات مختلفة تطرح نفس الشكل أو المنتَجات تقريبًا! فما السبب؟

هذا مايسمى منطق السوق،

الاقبال هو من يتحكم في طبيعة الانتاج والتسويق. ما ذا قد تفعل شركة بانتاج موديل معين وهو لايحقق الربح الكبير؟ سيكون مجرد تضيعة للوقت، وأكثر ما يساعد على اعتماد نمط الانتاج هذا هو اقبال الناس وراء كل جديد أو ما يسمى بالموضة، بغض النظر ان كانت مناسبة أو لا، فقط ليقال عنهم أنهم عصريون ومتابعون للموضة، هم أقلية فقط مثلك من يبحثون عما يناسبهم وليس ما يتماشى مع الموضة.

دائمًا ما واجهت هذه المشكلة بسبب عدم قدرتي على ايجاد شيء مناسب لي في سيل الموضة هذا، لكنني تعلمت كيف ابحث كامرأة مثل باقي النساء :D

واعتقد أن هذا التغير السريع يعود بالأصل إلى كوننا في عالم رأسمالي يجب أن يجعلنا كلنا ميكنات استهلاك

توقع سلوك تسوق المرأة هو أصعب التوقعات والإحتمالات التي تضعها الشركات التجارية خاصة شركات الملابس، لأنّه من المعروف على المرأة أنّها أكثر قليلا من الرجل في مسألة الإختيار بين الأشياء هه وهذا ربما يدل على أنّ المرأة تمتلك حسا فنيا أو ذوقا أعلى من الرجل

هذا مضحك لو تعلم، لأن بقدر ما تعتبر المرأة محيرة للباحثين، أحيانًا تصبح المرأة محيرة لأبناء جنسها نفسهم :D

نعم الرأسمالية المتوحشة لم تعد تبالي لا بالذوق ولا الجودة ولا الإلتزامات الأخلاقية بل أصبحت لا تحترم عملائها، من خلال عدم تلبية أذواقهم إلا إذا كانوا بالملايين!

صحيح، ربما يفسر هذا سبب عدم تواجد أزواق تناسب الأقلية

أميل إلى البحث عن الأشياء التى تواكب الموضة، لكن أذكُر أن أمى كانت تُفضِل نوع معين من الحجاب لكن تم التوقف عن تصنيعه، وهذا ما جعلها تلجأ لأشياء لا تحبها، ولا تناسبها.

كما قلت إنه شئ مستفز ألا يجد المرء ما يريد لمجرد أن الاغلبية لا يفضلونه!

لذلك أقترح عمل سوق للأقلية يتم فيه عرض نسبة قليلة جداً من منتجات الموضة القديمة، وذلك لمراعاة احتياج البقية، برأيك هل ستكون فكرة جيدة؟


أفكار

شارك ما لديك من أفكار هنا، مهما كانت غريبة. اقرأ قواعد المجتمع من هنا ->

82.9 ألف متابع