رجاءاً هذه مساحة للنقاش العام فلا تتحدث بالدين هنا..

الدين مكانه الجامع وليس هذا المكان المناسب له..

أريد إجابة بعيدة عن الدين..

يجب الفصل بين الدين والسياسة..

لا أريد مقالاً دينياً أريد مقالاً واقعياً..

والكثير الكثير من مثل هذه العبارات نسمعها هنا وهناك يحضنا فيها البعض عن الفصل بين الدين والحياة..

فهل يمكن بالفعل الفصل بين الدين والحياة؟ وما سبب ظهور نزعة الفصل هذه؟

أرى أنه يستحيل فصل الدين عن الحياة!

السبب في ذلك أن الإسلام جاء بنظام شامل لكل مناحي الحياة سواء في العلم أو السياسة أو الاقتصاد أو أصول اللغة العربية..

فما الذي يجبرني على ترك هذا النظام الشامل وتبني نظام آخر من صنع بشرٍ لا أعرفهم؟

فلو كنا في نقاش اقتصادي حول استثمار الأموال و طرح أحدهم فكرة إيداع المال في المصرف لقاء فائدة ثابتة سأرفض قطعاً وسأخبره عن أزمة الكساد العالمي عام 1929 والتي سببها النظام المالي العالمي القائم على الفائدة وحكمة تحريم التعامل بها..

إذاً ما الذي يجعلني أتبنى نظاماً فاشلاً و أترك النظام الذي أنتجه الدين؟

ثم إذا جاء أحدهم وذكر نظرية التطور وأصل الإنسان الذي يرجع إلى القردة فهل سنفصل الدين عن العلم ونسلّم بنظرية شوهاء لا دليل لها ونغض الطرف عن أصل البشر الذي يرجع إلى آدم وحواء فقط لنرضي من نحاورهم؟!

الفصل بين الدين والسياسة/ العلم/ الاقتصاد / وغيره أشبه بفصل الروح عن الجسد والذي يعني الموت المحقق!

لندخل في التفاصيل أكثر: التفكير المصطبغ بالدين يختلف تماماً عن التفكير اللاديني..

فتفكير الشخص تابع لإيمانه وكلما كان إيمانه أقوى كلما كان فكره مصطبغاً بالدين أكثر... فعندما ننطلق من فكرة أن الموت هو نهاية المطاف يسهل علينا الإفساد والظلم وعلى العكس عندما نعلم أن الموت بداية حياة أخرى فيها الحساب سيسهل علينا الإصلاح والعمل وسنسعى إليهما..

يظن البعض أن الدين سبب تفرقة بين الناس وذلك لكثرة الأديان والمعتقدات وهذا ليس صحيحاً لأن الإسلام مثلاً يوحّد بين أكثر من مليار شخص حول العالم، وإذا ألغينا سبب الوحدة هذا فما الذي سيوحد هذا العدد الهائل من البشر؟

الناس في الأصل مفترقون لكل منهم أفكاره وتوجهاته وإن كان هناك ما يوحدهم فهو الدين إذا وُجد وليس شيء آخر..

هل هنالك من ينكر أن سبب وحدة أوربا هو المسيحية؟ وهو السبب الخفي الذي لأجله لم يتم قبول تركيا في هذا الإتحاد..

كيف لنا أن لا نذكر الله في كل نقاش؟ هل يمكن ذلك؟

ففي المرض المزمن نقول للمريض شافاك الله..

وعندما تنزل المصيبة ويموت شخص عزيز نقول رحم الله ميتكم

وعندما نذكر عظمة الكون نقول بأن الله العظيم خلقه

هذا ليس إلا مجرد ردّ على من ينادي بإقصاء الدين في كل حوار أو عمل.. الدين لا يمكن إقصاؤه.. فهو منظومة فكرية مغروسة في عقول متبعيه.