من مِنا لم يشعر في وقت ما بغليان دمه ، عندما يسمع شيئًا يزعجه ، يتلقى خبرًا سيئًا ، المرور بمشاكل عائلية أو مالية أو عندما يكون عالقًا في زحمة المرور وغيره من المواقف التي تجعلنا نفقد أعصابنا ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا ، كيف يمكننا إيجاد طريقة لإدارة هذا الغضب قبل أن يسيطر على حياتنا؟ وكون التعامل مع الغضب الحاد أمرًا صعبًا للغاية ،هل هناك إستراتيجية ما تتبعها لتهدئة نفسك في لحظة الغضب ؟

ربما نتيجة هذه العادة أي الغضب فقدنا علاقات مهمة مع أشخاص يكنون لنا كل الود و المحبة ، وربما خسرنا وظيفة ما على إثر غضبنا من المسؤول أو من بعض الموظفين الذين نعمل معهم .

الأمر لا يقف على هذا فقط ، فلو خسرنا هذا الشخص العزيز علينا أو الوظيفة قد يكون أمرًا هينًا نوعًا ما بالنسبة للأعراض الصحية والنفسية التي ستظهر علينا على إثر غضبنا ، حيث يقول مصطفي محمود الكاتب والفيلسوف والطبيب المصري :"الغضب يؤدي إلى ارتفاع الأدرينالين والثيروكسين في الدم بنسب كبيرة، وإذا استسلم الإنسان لزوابع الغضب والقلق والأرق واليأس أصبح فريسة سهلة لقرحة المعدة والسكر وتقلص القولون وأمراض الغدة الدرقية والذبحة، و هي أمراض لا علاج لها إلا المحبة و التفاؤل و التسامح و طيبة القلب".

على الصعيد الشخصي ، أنا من الأشخاص التي تغضب كثيرًا ، وعلى إثر هذا الغضب ، كنت قد تركت وظيفة مهمة في منصب مرموق ، ناهيك بأن الغضب قد أثر على صحتي النفسية والصحية وخاصة أنني عانيت في فترة ما من آلم في المعدة ، وحصلتُ على بعض الأدوية ووصفات طبية من بعض خبراء الصحة والتغذية ، والحمدالله تعافيت ، كما أنني أحاول أن أقضي على هذه العادة في هذه الفترة وأتمنى أن أنجح بها ، لكنني أود التعرف من خلالك على بعض الطرق السحرية التي تتبعها عندما تغضب ، كيف تهديء من وتيرة غضبك ، وهل أثر غضبك على صحتك أو حياتك المهنية وما شابه ؟