أعتقد أننا نتفق جميعا أن الإنترنت وتحديدا مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت هي المصدر الأساسي للمعلومات في العصر الرقمي، بل إنها أصبحت تعتبر وسائل الإعلام الرئيسية في العصر الحديث فيما يسمى الإعلام البديل، وحيث أن الوعي -سواء كان جيدا أم سيئا- يكمن حيث توجد المعلومات، فقد أصبحنا نحن ككتاب محتوى نمثل أحد أقوى مصادر المعلومات على المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، مما يعني أننا أصبحنا نمثل مصدرا لتشكيل الوعي في العصر الرقمي، فكيف يمكننا استخدام هذه القوة في التأثير في مجتمعنا المحيط بشكل إيجابي؟

أؤمن تماما بأن للكلمات سحراً، وأن الكلمة إذا ما تم إستخدامها بالشكل الصحيح تصبح قادرا على صناعة التأثير وتغيير حياة البشر، ونحن ككتاب محتوى من نمتلك الكلمات ويمكننا تطويعها وفق إرادتنا، فمهمتنا ككتاب محتوى هي صياغة الأفكار والمعلومات في كلمات وجمل بسيطة يسهل على الناس فهمها واستيعابها ومناقشتها بل وحتى إقناعهم بفعل شيء معين، وجدير بالذكر أن أحد أقوى وسائل التسويق الرقمي الحديثة هي التسويق بالمحتوى، حيث يتم صياغو محتوى رقمي يستهدف جمهور محدد لإقناعهم بشراء منتج أو خدمة معينة.

أتاحت لنا وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات النقاش منبرا حرا ومصادر مفتوحة وسريعة الإنتشار لمخاطبة الناس وإيصال رسائلنا وصياغة أفكارنا، وبهذا منحنا القدرة على التأثير في عقول الآخرين حتى لو كان هذا التأثير محدودا على بعض الأصدقاء المحيطين بنا.

إن الكلمة رسالة، وهذه الرسالة قادرة على جعل حياة إنسان أفضل أو أسوأ وفقا لطريقة إستخدامها وهي أيضا قادرة على صنع وعي حقيقي أو مزيف لدى الجمهور.

في رأيك، هل ترى حقا أن الكتابة وحدها قادرة على صنع التأثير وصياغة الوعي؟ و كيف يمكننا استخدام وسائل وأساليب أكثر فعالية لإيصال افكارنا وجعلها أكثر إقناعا؟؟