لا أعتقد أن أي منا قد يختلف على أهمية التخطيط الإستراتيجي للشركات والمؤسسات وحتى الدول في كل مستوياتها الإدارية، ولكن هذا النوع من التخطيط مهم أيضا لنا على المستوى الشخصي، فهو يعطينا تصور واضح لحياتنا في المستقبل ويوضح لنا بالتحديد المسار الذي ينبغي أن نركز عليه لنصل لما نريد، فما هو التخطيط الإستراتيجي الشخصي، وكيف نضع لأنفسنا خطط طويلة الأمد؟

التخطيط بشكل عام هو عملية وضع الأهداف التي نريد الوصول إليها خلال فترات زمنية معينة، ثم إستخدام الموارد و الإمكانيات اللازمة للوصول لهذه الأهداف بأساليب فعالة، والتخطيط الإستراتيجي هو عملية وضع خطط وأهداف شاملة بعيدة المدى قد تمثل طموحنا أو ما نرجوا الوصول إليه خلال فترة زمنية قد تكون طويلة نسبيا، والإستراتيجية هي خطة شاملة وتضم مجموعة من الخطط الأصغر قريبة المدى. والمخطط البارع هو الذي يضع أمامه هدفا واحدا أو مجموعة محدودة من الأهداف ويعمل على توظيف كل جهوده من اجل بلوغها، فهو يختار من مجموعة المسارات خطا واحدا يربطه بالمستقبل، يتفق مع طموحاته وتطلعاته والإمكانيات المتاحة ، أي أنه يحول رؤيته للمستقبل إلى خطة وإستراتيجية قابلة للتنفيذ بشكل واقعي.

رغم ما ذكرناه عن أهمية التخطيط إلا أن كثير من الناس يتجنب أو بالأحرى يهرب من التخطيط، وهناك عدة أسباب قد تكون وراء هذا الهروب، مثل عدم الاقتناع بالتخطيط أصلا أو الكسل أو البحث عن الكمال والسعي بالإحاطة بكل شيء قبل البدء في كتابة الخطة، أو إنتظار الوقت المثالي للتخطيط والذي بالطبع لن يأتي أبدا، أو عدم وجود أهداف واضحة في الحياة أو الاستسلام لامور العاجلة والغرق في تفاصيلها، ولذلك من الأفض لنا التخلص من كل هذه الأسباب والبدء بالتخطيط على الفور، ويفضل أن تكون خططنا مرنة وقابلة للتعديل والتطوير والإضافة.

إن التخطيط الإستراتيجي مهارة لابد ينبغي لنا تعلمها وتنميتها، ومن أساليب تنمية هذه المهارة النظر دائما للمستقبل والتعلم من التاريخ، كذلك مراقبة المفكرين الإستراتيجيين والتعلم من أساليبهم وطرقهم في التخطيط، والعمل دائما على تحديد الأولويات ومواجهة التطورات والإتجاهات الحديثة في التخطيط والإدارة.

في رأيك، هل هناك مزيد من الأساليب التي تمكننا من تطوير مهارة التخطيط الإستراتيجي وتساعدنا على وضع خطط إستراتيجية فعالة؟؟