لا نحتاج إلى الكثير من الأدلة والبراهين على أن بعض الناجحين جاء نجاحهم في فرصة نادرة أو ضربة حظ عابرة أو ورث موروث لنجاح أب أو أخ كبير، كما لا نحتاج أيضا لكثير من الإثباتات والبراهين لإثبات أن هذا النجاح ـ وإن جاء بالحظ أو المصادفة ـ فإنه لن يستمر أبدا بانتظار ضربات جديدة من الحظ والمصادفة.

وهناك ـ من حولنا ـ الكثير من القصص والتجارب التي ظهر فيها ذلك بشكل واضح، فهذا شاب ورث عن أبيه مصنعا للنسيج، له عملائه وفيه عماله ومهندسيه، ولكن الشاب ليس لديه نفس الحماس والهدف والعقلية والخبرة الكافية لإدارة هذا المصنع ، فهل يستمر نجاح هذا المصنع طويلا ؟

بالتأكيد لن نختلف في الإجابة ، فإذا لم يظهر هذا الشاب قدرا كبيرا من الاهتمام والحماس والإرادة في اكتساب الخبرة الكافية فإن الفشل يتربص به والأمر مجرد وقت ، ولكن إذا نجح وتمكن من قدراته فإنه سيزيد على نجاح المصنع نجاحه الخاص ولمسته المختلفة.

وعلى العكس ، فإذا حدث فلاش باك ورجعنا بالزمن بعض العقود ، فسوف نجد أبوه وهو شاب فقير اجتهد وعصر خبرة الأيام واستطاع النجاح في بناء ورشة صغيرة ثم مصنعا ثم دارت معه عجلة النجاح.

إن الفشل أمر بشع ولكنه ككثير من الأشياء البشعة التي يقع فيها البعض ويدمنها ولا يستطيع الهروب منها، وإن ملك الإرادة والرغبة في الهروب فإنه يجب أن يملك أيضا بعض عناصر النجاح والقدرة على بذل شئ ما مختلف وأهم من ذلك كله أن يفهم نفسه ويعرف أبعاد مواهبه وأقربها إلى الواقع.

والآن .. ترى ما هي تجربتكم مع النجاح وهل الفشل هو عكس النجاح أم أنه حلقة ضرورية من سلسلة النجاح، وهل يشارك الحظ في استمرار النجاح؟