هل يمكن أن نحب آلات في المستقبل؟

شاهدتُها في فيلم Her وشاهدتُها مرة ثانية في مسلسل Black Mirror وسمعتُ عنها في الواقع، وليس فقط الألات بل حتى الجماد، لذلك ليس من المستبعد ان تكون هناك علاقة عاطفية مع الروبوتات، خاصة بعد ان اعلنت سوني منذ سنوات عن خطتها لتصنيع روبوت مخصص للعلاقات العاطفية، فطالما دخلت الروبوتات في مجال الأعمال، والتوظيف ليس من المستحيل ان تدخل في العلاقات العاطفية، ولكن الفكرة كيف سيتم تهيئة الروبوتات عاطفيًا، هل ستشعر حقًا بالعاطفة وتُبادلها مع الاشخاص مثلما جسد فيلم Her مشاعر الروبوت وبكائها، أم أنها ستكون برمجة قائمة على رد الفعل دون اي مشاعر من جهة الروبوت، كذلك هل ستنجح تلك العلاقات على المدى البعيد؟

أظن ان افتراضك يعتمد على أن الآلات ستظل بهيئتها الموجودة الآن وبنفس وظائفها

ما اعتقده أن الأمر بالتأكيد سيتغيّر في المستقبل، لن تبقا الروبوتات بتلك الوظائف ولا بذلك الشكل، فيوما بعد يوم تقترب الروبوتات من شكل الإنسان ويمكن ان يصل في يوم أن يطابق الشكل الإنسان 100%

وأما بالنسبة للمشاعر فهي العقبة الأكبر، حيث أن ما يميّزنا عنها هي المشاعر، لكن ربما يتغيّر الأمر أيضا، فيوما بعد يوم يزداد الامر تعقيدا وتزداد الروبوتات ذكاءً، ومع الذكاء الإصطناعي لا نعلم إلى أى مدى قد يصل ذلك الذكاء، ولا أستبعد أنه في يوم سيكون قادرا على اكتساب المشاعر أو حتى فهمها في صورة معلومات والتعامل بها ..

لا أعلم متى سيصل الإنسان إلى تلك المرحلة التي يحب بها روبوتا، لكن أظنه انه سيحدث فعلا في يوم ما

هذا الأمر ليس بالبسيط وأصبح يتم الترويج له بشكل كبير، سواء الدُمى أو الروبوتات وهي محاولات لاستبدال الإنسان والاعتماد على منتجاتهم وصناعتهم في كل شيء،

قرأت مؤخرا عن أول روبوت ذو مشاعر تم تصنيع ألف نسخة وتم بيع الألف نسخة منه فور عرضه للبيع، يمكنه القيام بالخدمة المنزلية ويمكنه الاحساس والحب

ويمكن للروبوت الجديد، المسمى "بيبر"، الإصغاء للمتحدث دون مقاطعة. كما يمكنه مواساة الشخص الحزين وهذا ما يجعل منه روبوتاً صديقاً ووفياً للإنسان يمكنه التحدث ويحمل قلباً اصطناعياً مليئاً بالأحاسيس البشرية...

بالنسبة لي يا أسماء، أتمنى بأن يكون لدي روبوت يقوم بكافة الأعمال المنزلية، لا أريد مشاعر وأحاسيس هههه!!

هل يمكن أن نحب آلات في المستقبل؟

ولماذا في المستقبل يا اسماء.

لقد بدأنا بالفعل ، ليس فقط في حب الروبوتات، ولكن في حب الماكينات ايضا.

كل منا يحب : سشواره وسيارته ويحب لابه وموبايله والكاميرا التي اشتراها بالمواصفات التي تناسبه ، والثلاجة التي اختارها على ذوقه ... وتطول قائمة المنتجات الألية والميكانيكية ولا ينتهي الحب.

ومن هنا كان إدمان الكمبيوتر فيما اعتقد، ان أحدهم يفضل قضاء الوقت في هذا الفضاء الإفتراضي الفسيح، عن قضاءه في الواقع الذي سيفرض عليه تعب وجهد وعمل وألم .. الخ

وربما اننا اصابنا الجمود من هذه الألات ، فتصبغنا بصبغتها المحايدة الجامدة الوحدوية، وكان المفترض ان يحدث العكس . أي ان تساعدنا الالات على التواصل الفعال . أما وان ذلك لم يحدث فلابد أن العيب فينا.

أعتقد لو قمنا بتعديل السؤال إلى هل يمكننا أن نحب آلات؟ لأننا لسنا بحاجة للانتظار حتى نصبح بالمستقبل، لأن بالواقع نحن من الآن ومن الماضي نقع في حب الآلات، ونتعلق بها، ونسهر على تصليحها في عطلها عن العمل، نشعر بالأسى عند فقدانها، أنا لدي آلة كهربائية من 3 سنوات، أعاملها وكأنها أحد أفراد الأسرة، تقوم بتقطيع الفواكه والخضار، وأيضاً تتنج عصير طازج ولذيذ، أحبها وأحب كيف تعمل بسهولة وسرعة.

لا أعلم إن كان البعض سيرى أن هذه خرافات أم لا!

لكن في كل بيت أو ركن من البيت توجد آلة عزيزة على شخصها، وليس بالسهل فقدانها.

فكرة الوقوع في حب روبوت أو دمية أو غيرها..هي بالأساس ترجع إلى مشكل نفسي وفراغ روحي..وهي أيضا من الأمور المستحدثة في هذا القرن وهي حقيقة من الأمور المنفرة والغير سليمة والمنافية للفطرة حسب رأيى..فالفكرة ليست متعلقة بالمستقبل بل هي موجودة في كثير من المجتمعات الغربية في الوقت الحالي وقد شاهدت تقارير عدة حول هذا الموضوع وكان كثير من هؤلاء يعانون من مشلكل نفسية حادة وبعض الاضطرابات..لم ترد تقارير كثيرة حول تعلق شخص بروبوت لكن كانت غالب هذه التقارير حول التعلق بالدمى والوقوع في حبها وممارسة أفعال شاذة معها ومحاولة فرض الذات عليها وتعويض النقص مهما كان عن طريق استبدال إنسان بدمية أو روبوت..ووصل البعض منهم إلى اتخاذ عدة دمى وليس واحدة فقط..وجدته أمرا مستقذرا ومريبا في نفس الوقت..كان لابد لأصحاب القرار في هذه البلدان سن قوانين لمنع انتشار هذه الظاهرة واستفحالها في المجتمعات فهي تؤدي إلى الشذوذ والخروج بالإنسان إلى افعال غريبة ورديئة قد تهدد أواصر المجتمع لاحقا,ولكن يبدو أن ما قامت عليه هذه الدول وأخص بالذكر طبعا الدول الغربية مما يسمى حرية الرأي والمعتقد والضمير الغير مشروطةوغيرها من المسميات التي لا تتقيد بحدود هي ربما ما منعت بعضها من إصدار مثل هذه القوانين وهو ماسيكون له عواقب وخيمة وندعو الله أن تنتشر في مجتمعاتنا.

عزيزتي أسماء لم يعد هناك شيء بعيد أو غريب او مستهجن نظرًا لغرابة العالم الذي نعيشه بعد التطور الرهيب الذي وصلنا إليه في تقنيات تصنيع الروبوتات.

اليابان أنتجت من فترة روبوتًا يقرأ مشاعر الإنسان وقادر على تفسير تعابير الوجه والاستدلال عن ما يشعر به الشخص من فرح أو حزن وتكون ردة فعله بناءً على ذلك.

تخيلي أن يُواسي الناس روبوت ويُخفف عنهم! بالتأكيد سنجد من يقع في حب هذه الآلات!

لكن في نظري، كل من يقع في هذا الحب المشوّه هو شخص مشوّه من الداخل! إنسان غير سوي وغير قادر على توجيه مشاعره بطريقة فطرية سليمة.

يذكرني هذا بفيلم Ex Machina والذي يقع فيه البطل بحب الة ويعيش معها قصة حب بعواطف حقيقية ، لا أنكر أنني شعرت بالخوف بعض الشيئ من إمكانية حدوث هذا الشيء مستقبلا ، ولك أعتقد أن الموضوع سيكون أشبه بإدمان الهاتف او الحاسوب أو الألعاب الإلكترونية ، لن يصبح حبا حقيقيا ، بل سيكون نوعا من التعلق ليس إلا