ألاحظ أننا أصبحنا مجتمعات استهلاكية. حيث طغت الاستهلاكية على سلوك كثير من الناس ونمط معيشتهم.

المقصود بالاستهلاكية في هذا السياق هو كوننا أصبحنا نعتاد على شراء أو استخدام أشياء كمالية لا نحتاجها بالفعل. نقوم بذلك لمجرد وجود هذه الرغبة في "الاستهلاك"، ومع مرور الوقت تصبح هذه الأشياء الكمالية ضروريةً في حياتنا؛ لأننا ببساطة اعتدنا على استخدامها.

‏‏‎‎

يعود جزء كبير من أسباب هذه الظاهرة إلى تفجر وسائل التسويق والإعلانات بشتى أنواعها وأشكالها في العصر الحديث، والتي تروج لمثل هذه الأشياء الكمالية وتحفز لاقتنائها. يقابل وجود هذا الكم الهائل من التسويق، شبه انعدام للوعي الجماهيري لدى كثير من الناس، والذي يمكن أن يُعزى إلى افتقار القدوات المؤثرين وصعود فئة المشاهير (وهي أيضًا بدورها تلعب في تضخيم هذا الدور). أحد الأسباب الرئيسية الأخرى لهذه الظاهرة يعود إلى حب بعض الناس للتظاهر والتفاخر أمام غيرهم بما يقتنونه من ممتلكات.

‏‏‎ ‎

من الأمثلة الشائعة والمبيِّنة لمقصود "الاستهلاكية" الواردة في هذه الفقرة، ما يلي:

‏‏‎ ‎‏‏‎ ‎● تغيير جهاز الجوال بدون داع، فقط لأن هناك جوال جديد صدر مؤخرًا.

‏‏‎ ‎‏‏‎ ‎● شراء أحدث الأدوات "الذكية" العصرية التي لا يحتاجها الشخص. مثل الساعات الذكية، أو الاكسسوارات الكمالية.

‏‏‎ ‎‏‏‎ ‎● المبالغة في الأكل واستهلاك الأطعمة، على اختلاف أصنافها وأشكالها. في كل مناسبة أو لقاء، قبل الوجبة وبين الوجبات وبعدها، لابد من الأكل والأكل حتى أصبحت المعدة خزان أو مستودع يعج بالأطعمة التي في الغالب ليس لها أي فائدة تذكر للجسم بل تضره.

‏‏‎ ‎‏‏‎ ‎● الصرف المبالغ فيه على شراء الملابس، وتقليد آخر الموضات وتغيير الألبسة المتكرر حتى لا يرى الناس نفس اللبس مرتين.

‏‏‎ ‎‏‏‎ ‎● كثرة التسوق، حتى بدون وجود داع لذلك. فالبعض يَعُد التسوق أحد وسائل التنزة بالنسبة له.

‏‏‎ ‎‏‏‎ ‎● ... وغيرها الكثير.

‏‏‎ ‎

أعتقد أنه من الضروري علينا أن نراجع أنفسنا ونمط حياتنا، لأننا قد نكتشف أن هناك كم هائل من الأشياء التي نشتريها ونقتنيها وهي ليست لنا في حاجة، بل أنها قد تضرنا في بعض الأحيان، وتستنفذ أموالنا، وتؤثر على صحتنا في المدى البعيد.