كيف ستكون الحياة إذا اتبع الجميع قواعد الإسلام بحذافيرها ؟


التعليقات

الإسلام ينظر للحياة بواقعية؛ لا يضع نظاما ويزعم أن الحياة ستكون "يوتوبيا" به ولا يعتبر أن الإنسان بطبعه شرير. ولذلك تجد في القرآن والسنة النبوية حديثا عن التوبة والغفران... ولو أراد الله من البشر السير على شريعته دون اعوجاج لنزع منهم "حرية الاختيار". أي أنه خلقهم ليختاروا في الدنيا وليجدوا فيها و/أو في الآخرة جزاء اختيارهم.

ولأجيبك عن سؤالك: نتائج إهمالها نراه في دول مختلفة حول العالم. تجاهل نموها الاقتصادي وكيف بلغته (سرقة موارد الأمم الأخرى واستغلال القوانين الدولية والمحلية وإقامة نظام حكم على تاريخ أسود وتصنع الفضيلة...) وانظر في أحوال سكانها (نسب الانتحار والإجهاض والاكتئاب...). وانظر للمجتمعات التي أقامت شرع الله وخضعت له راضية (مكة زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحت حكم الصحابة من بعده).

اتباع شرع الله يُنتج لك مجتمعا متضامنا ومتآخيا ومرتاحا نفسيا. مجتمعا تصوره للحياة مختلف عن التصورات المادية التي نراها الآن، ولكنه كأي مجتمع بشري ينحرف مع تقدم الزمن. فنظريا، الشريعة الإسلامية قادرة على بناء مجتمع أقرب ما يكون إلى جنة على الأرض، أما واقعيا فكون الإنسان جزءا من المعادلة يضر بها.

أنصحك أن تقرأ كتاب محمد قطب "محمد قطب الإنسان بين المادية والإسلام" ففيه تفصيل لنظرة الإسلام للإنسان.

كتنبيه: مفهوم اليوتوبيا يختلف من شخص لآخر، فما قد تعتبره جنة على الأرض قد يراه آخر جحيما.

وقت كان الإسلام والمسلمون مسيطرين على بلادهم ولهم السبق والريادة ساد العدل والحب والتأخي والإنسانية، ولم يظلموا الدول التي فتحوها ولم يغصبوا ثروات اي أمة. عصر هارون الرشيد وعمر بن عبدالعزيز وغيرهم، هذه اجابة حية من التاريخ لسؤالك

لو لم يكن الناس يُخطئون، وأخص هنا بالذكر من اتّبعوا الدين الإسلامي الحنيف، لما قال الله في كتابه: "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله".

من المستحيل تخيّل أن يكون الجميع على الطريق الصحيح ولا احد يحيد عنه!

بين الحين والآخر، سيظهر من يضعف إيمانه، ومن يرتكب الخطأ، ومن يعود إلى الطريق الصحيح مرةً أخرى.

ثم لولا أخطاؤنا لما عرفنا الله أكثر.

كلّما أخطأ الإنسان وأذنب وأدرك ذنبه، عاد إلى الله بخجلِ أكبر وطمعٍ أكبر في رحمته وعفوه، وإصرارٍ على عدم الرجوع إلى الخطأ مرةً أخرى.

وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ" يدل على أن الخطأ مثبت ولا يُمكن تجاهله أو تخيّل حياة بدونه.

ليس من الطبيعي أصلًا أن يتبع جميع نفس الشيء! من البداية هذا تصور حالم جدًا، واعتقد أن المشاكل بالفعل موجودة ونحن في ديار الإسلام


أفكار

شارك ما لديك من أفكار هنا، مهما كانت غريبة. اقرأ قواعد المجتمع من هنا ->

83 ألف متابع