الإسلام ينظر للحياة بواقعية؛ لا يضع نظاما ويزعم أن الحياة ستكون "يوتوبيا" به ولا يعتبر أن الإنسان بطبعه شرير. ولذلك تجد في القرآن والسنة النبوية حديثا عن التوبة والغفران... ولو أراد الله من البشر السير على شريعته دون اعوجاج لنزع منهم "حرية الاختيار". أي أنه خلقهم ليختاروا في الدنيا وليجدوا فيها و/أو في الآخرة جزاء اختيارهم.
ولأجيبك عن سؤالك: نتائج إهمالها نراه في دول مختلفة حول العالم. تجاهل نموها الاقتصادي وكيف بلغته (سرقة موارد الأمم الأخرى واستغلال القوانين الدولية والمحلية وإقامة نظام حكم على تاريخ أسود وتصنع الفضيلة...) وانظر في أحوال سكانها (نسب الانتحار والإجهاض والاكتئاب...). وانظر للمجتمعات التي أقامت شرع الله وخضعت له راضية (مكة زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحت حكم الصحابة من بعده).
اتباع شرع الله يُنتج لك مجتمعا متضامنا ومتآخيا ومرتاحا نفسيا. مجتمعا تصوره للحياة مختلف عن التصورات المادية التي نراها الآن، ولكنه كأي مجتمع بشري ينحرف مع تقدم الزمن. فنظريا، الشريعة الإسلامية قادرة على بناء مجتمع أقرب ما يكون إلى جنة على الأرض، أما واقعيا فكون الإنسان جزءا من المعادلة يضر بها.
أنصحك أن تقرأ كتاب محمد قطب "محمد قطب الإنسان بين المادية والإسلام" ففيه تفصيل لنظرة الإسلام للإنسان.
كتنبيه: مفهوم اليوتوبيا يختلف من شخص لآخر، فما قد تعتبره جنة على الأرض قد يراه آخر جحيما.
التعليقات