تخيّل أنّ الجسم مكون من ثلاث وحدات; المنطق، العاطفة، آلة التنفيذ. ولو استطعت أن تجعل أثنين يعملان معًا، ينقاد لهما الثالث طوعا، لعلّك تستحضر المرات التي لم تكن تشعر فيها أنّك تريد أن تدرس، لكنّك وضعت نفسك هنا، فبدات تحب العمل، أو على العكس، أحيانًا تبدو لك فكرة منطقية تمنعك من الانغماس في شيء ضار، لكنّ قلبك يريده، فما إن شرعت بالتنفيذ، تبعه عقلك المنطقي يُقيم له التبريرات. في هذه الأمثلة، جمعنا آلة التنفيذ مع المنطق، أو العاطفة. تستطيع أيضًأ أن تجمع العقل والمنطق، وتترك آلة التنفيذ تتبعهم، وهذا أصعب، لكنّه أقوم وأصلح.

في هذا المقال، أرسمُ صورة حول هذا التخيّل، وأسمّي الجزء المنطقي بالفطناء، وأسمّي العاطفي بالوحش، وقد نبّهني أحد الأحبة على لحن في العنوان، فقد قُلتُ فَطناء وكان حريٌ بي أن اقول فَطنة، لكنّي أردتُ ذلك لوزنها الذي يُقارب الحسناء، وهذا أحد الثيمات التي تعبّر عنها صورة المقال، فإذا قبلتَ منّي هذا اللحن، فهلمَ نُكمل الموضوع، وإنّي أعدك بُمتعة فيها شيء علمي يؤنسُك، وليس فيها لحنًا فاحشًا كالذي ارتكبته في العنوان!