كيف يمكن جعل مساحة الخطوبة مؤشرًا صادقًا وحقيقيًا على صلاحية الشريك؟

ولهذا السبب يحاول كلا الطرفين إظهار جانبه الأفضل! لأن يتخلصوا من جميع المخاوف التي قد تؤدي لعدم الانسجام فيما بينهم لأن الكثير يعتقدون أنهم بعقد الخطوبة اليوم هم على مشارف الزواج والارتباط الكامل.

وهذا هو سبب تساؤولي، إن كان كل منهما يحاول الظهور بأفضل مظهر كيف سيتم الحكم بالأصل! هل يحكم على الإنسان وهو في أفضل حالته! أم ينبغي أن يتعرض لضغط ما لترى كيف سيتصرف معك؟!

وحين يستسلمون لهذه الفكرة تبدأ المثاليات بالظهور، الكل يعطي أفضل ما عنده من مشاعر وكلمات وجوانب اهتمام متغيبين تماماً عن الأمور التي قد تحدث لاحقاً على المدى الطويل في الحياة الاعتيادية.

في هذه النقطة تحديدًا أرى أنه لابد للإنسان أن يقدم أفضل ما لديه لأنه كذلك وليس لأنه يحلم بكذا او ينتظر كذا، الفكرة التي طرأت إلي الآن هي اختلاط المراحل ببعضها، فالمخطوبون فعلًا يتصرفون كما لو أنهم متزوجين - الغالبية حتى لا نعمم-، وهو ما يجعل كلا الطرفين يبذل مجهودَا في غير توقيته أو ملحه بالفعل!

لا أجد حل لذلك غير ما نقوله دائماً أن الثقافة المجتمعية هي المؤثر الأول، وأنه لطالما كان في "طبطبة" على أحد الطرفين حين يتخطى هذه الخطوط الحمراء ستبقى هذه الفترة كما قلتُ "فترة شكلية" لاتمام الزواج.

إذن سنظل في منطقة التظاهر، وننحصر في دائرة من التظاهر تلو الاخرى، فحتى بعد الزواج هناك تظاهر بالسعادة وتظاهر بالاكتفاء! سلسلة مرعبة من الشكليات والأكاذيب

لكل شيء بالبداية رونق خاص، وكل شيء تجربيه لأول مرة يكن لها متعة خاصة، لذا لا تستغربي كون النساء يخبرن الفتيات أنها أجمل فترة، وليس شرطا أن بعد الزواج كل شخص يخلع الماسك الذي يرتديه، فالحياة بعد الزواج مختلفة بعد فترة يحدث تعود ورغم عمق العلاقة قد لا تلاحظين ذلك فقط لأنك تعودت وجود الطرف الآخر بجانبك دوما.

هذا الكلام يحمل نوعًا من الوجاهة يا نورا، لكن ليس دائمًا، معظم التعليقات تكون زمًا في الفترة التي تليها وهي الزواج، ومن ضمن الأسباب التي يتم سردها بالفعل، هو أن كل شيء أصح واضحًا، لا أحد يريد التمثيل على الآخر فكل منهما قد ضمن الآخر بالفعل

برأيي العلاقة أبسط من ذلك بكثير، ليست فترة اختبار أو تقييم، أرى فتيات يبالغن في تقييم رد الفعل من الشريك، فمثلا لو لم يأتي إليها بهدية بصفة مستمرة إذن هو بخيل، إن لم يفعل فهو كذا، والعكس صحيح أيضا من الطرف الآخر، ربما تعقيد العلاقات وزيادة نسب الطلاق جعل معدل الحذر يرتفع عند الجميع، وكل طرف يجاهد لكي لا يقع في أحد الصفات السيئة التي قد تجعل من الحياة صعبة أو مستحيلة بعد ذلك.

أظن أن حتى بساطة العلاقة من عدمها مهوم نسبي جدصا ولا يسري على الجميع، الأمر هنا لا يتعلق بالماديات بل بالطبع، طريقة التفكير وطريقة الكلام، طريقة الحكم على الأمور وإلى أي كفة يميل الشريك، لذا الأمر اعم من الماديات بكثير

أظن إلى حد ما أن الأم هكذا بالفعل

لم افهم هذه الجملة

وليس لأن كل منهم يخدع الآخر، بل لأنها الطبيعة في كل العلاقات، فعند التعرّف على صديق جديد مثلا، في البداية تكون علاقتنا لطيفة ولا تظهر عيوبنا مرة واحدة، الامر يحدث بالتدريج مع مرور الوقت وزيادة المواقف ..

نعم من الطبيعي ان تظهر العيوب بعد في فترة في اي تعامل انساني مع تعاقب المواقف، لكن الفكرة نفسها أن هذا متعلق بالظروف والعيوب التي يمكن تحملها، وبالطبع ليس له علاقة بالاعتداءات الصريحة

حتى بالنسبة للعيوب العادية فكرة تحمل عيوب دون غيرها هو نسبي، فما تتقبله أنت قد لا اتقبله أنا أبدًا، لذا على كل طرف ان يكون صريح بما فيه الكفاية، وهذا يجعلني اتساءل، هل نحن نعرف من نحن ومن نفضل حقًا حتى نشرح انفسنا للآخرين؟

لذا فإن الأامر في البداية يكون الخطيبان كملائكة كل ينفّذ دوره كشخص في علاقة بشكل نموذجي .

هذا النوع من البدايات الذي احس فيه ببذل مجهود مؤلم او زيادة عن المتوقع عن نفسي كشخصية يصيبني بالريبة بالرغم من انه منطق رومانسي الشخص يحاول بكل مجهوده ليحصل عليك، إلا أنني ارى هذا نوعًا من الانبهار وليس الحقيقة التي يحملها الشخص، بل وارى هذا نوعَا من القبول بالزيف بل ونوعًا من التظاهر بعكس الباطن للحوصل على شيء ما

لذا أجد أن إجابة هذا السؤال تكمن في إعطاء الوقت الكافي ، إعطاء الوقت الكافي الحقيقي ليتعارفان، فيجب أن تقل ضغوط أن تزوّجوا سريعا من عليهم، يجب أن يأخذوا الفرصة الكاملة من الوقت في خطوبتهم دون ضغط .

هل تعتقد الوقت كافيًا لكشف العيوب حقًا؟ ماذا عن الأشخاص الذين ينكشفون بعد الزواج حقًا

:)

رائعة هذه الجملة، غير أن الأمر ليس بمحض إرادتهم، الله يظهر سيئاتهم في خبايا أفعالهم، والوقت أيضًا كاشف.

حقيقي هذا الكلام، ولكن قد تظهر سيئاتهم بعد فوات الأوان، ويكون وقتها حجم الخسارة كبير.

هناك أشخاص لديهم القدرة على التجمل والنفاق لفترات طويلة، قد تطول فترة الخطوبة بأكملها، وتُكشف بعد أن يكون حدث الزواج فعليا.

لكن للأسف هناك أشخاص يستطيعون إخفاء هذه السيئات لسنوات، ولا تظهر هذه السيئة الا بعد أن فات الآوان، وفي حاله الزواج يكون هناك أبناء فبدل من إنهاء علاقة، يصبح الأمر هدم أسرة.

تعليق صغير لكنه كاف وواف، لديك كل الحق، كنت قرأت هنا عبارة جيلة، شيئان لا يمكن طمسهما أو اخفاءهما لو لم تخني ذاكرتي، الحقيقة والشمس

الفكرة في ماذا إذا انكشفت تلك الخطيئة بعد فوات الأوان!

هي بالفعل مرحلة لوضع خطة للمستقبل يتفق عليها الطرفين .

مهما قلت ومهما قرأنا نصائح من هنا وهناك حول فترة الخطوبة ، الأغلبية إن لم تكن الكل يعتقدون فترة الخطوبة هي فترة هي الحياة الرومانسية ، لمقدمة حياة زوجية ، ولكن بعد الزواج الأمر سيختلف تمامًا ، ويتفأجأون من ذلك ، فهم لم يسمعوا نصائح من سبقوهم أو من مروا في مرحلة الخطوبة .

معنى ذلك أنه لا يوجد في عقلك عن كيفية جعل هذه الفترة من العمر مرحلة حقيقية في التعرف على الشريك، الاغلبية ترى هذا اوافقك الرأي، لكن ألا يوجد أي منفذ من هذا؟

أعتقد أن لابد من الخطيبين ، أن يتحدثوا بشكل منطقي حول بعض الأمور والإتفاق عليها ، حتى لا يتفأجأ أحد الطرفين من أشياء ما بعد الزواج، ولابد أن يأخذوا وقتهم في ذلك وبدون ضغط .

طرح جيد، لكن هل يكفي الكلام بشكل ما، أم لابد أن يكون مقرونًا بالتصرفات؟

أرى انك تتكلم بشكل واقعي، لكن يخطر في بالي عن ماذا يجب الحديث؟ ما هي القواعد التي يجب حسمها في فترة الخطبة؟

الحقيقة انه مهما حاولت أن تكتشف المقبل سيكون هناك نوع من تزين النفس واظهارها بأفضل صورة. وهذا لا يعني انه لا يمكن ملاحظة واكتشاف بعض العادات السيئة في الطرف المقابل، مثل الكذب والبخل.

اذن ترين أنه لا يمكن التخلص من هذا بشكل كامل وانما يجب تقبله ولو بحد أدنى مثلًا؟

لكن انا ضد ان تكون هذه المرحلة مرحلة استكشاف دون الاستمتاع بالوقت، بالإضافة إلى هذا، حاول خوض هذه التجربة بروح جميلة تدفعك لاستقبال المرحلة التالية.

ما هو تصورك عن الاستمتاع بالوقت يا هيا؟

ومن الذي ادعى أن فترة الخطوبة هي أجمل فترة في العلاقة ؟! :D

معظم الناس يا عزيزتي :"D

أولًا فترة الخطوبة من أكثر الفترات التي يكتشف فيها الشخص الطرف الأخر ويحتكون ببعضهم ويرى كل منهم الأخر في منزله وسط عائلته، وهنا يتخيل أن تلك العائلة ستكون العائلة الثانية له، هل هي مناسبة له مثل عائلته وهل هذا الشخص يُشبه عائلته أو يستطيع التوافق معه ؟!

اعتقد أن هذا ليس واقعيًا إلا في أنماط معين يا حفصة، الغلبية بالفعل يرى أن هذه المرحلة هي مرحلة بناء الاحلام ونسج الخيالات

ثم بعد ذلك تأتي مرحلة الضغوطات اثناء التجهيزات الخاصة بالمنزل وما بعدها، وقد تحدث فيها خلافات تُبرز جانب حقيقي من كل شخص من الطرفين، وهنا لا ينبغي إهمال ذلك أيضًا .

الكارثة التي يقترفها العديدون هو الانشغال بالتجهيزات عن الشريك نفسه وهو واقع حقيقي للأسف

كل مرحلة من مراحل العلاقة العاطفية لها حلوها ومرها، حتى الزواج .. فالزواج ليس بالبشاعة التي يُصورها الجميع، وإلا ما كانوا استمروا لهذا الوقت متزوجين !

اعتقد أن جزء من المستمرين في الزواج مستمرين بدافع الخوف من المجتمع ليس إلا، وليس من دافع وجود علاقة حقيقية

من قال أن هذا من الإسلام؟ من قال أن الأصل ألا تعرف زوجتك ولا تعرف فيما يفكر الطرف الآخر وكيف يتصرف؟

يعني لدينا مشكلة وهي التظاهر فنقوم بمعالجتها بفصل العلاقة وجعلها مفاجأة؟ أهذا منطقي برأيك؟

غير أن الوالدة والأهل لا يمكنهما الحكم على شيء يخص الطرفيين الحقيقيين في العلاقة! هل ستتزوج أهله؟ او يتزوج أهلها؟

قد تظهر بعض المؤشرات فعليا في هذه الفترة، لا يمكن أن نقول أن الشخص صالح كليا (حتى بعد الزواج) لكن تكون هنالك بعض الملاحظات والمعايير قد تجعلنا نقرر هل نكمل أم لا بغض النظر عن صدق أو كذب المشاعر.

نعم صحيح، وحتى فكرة الصلاح بشكل كامل غير واقعية، لانه لا يوجد انسان صالح بشكل كامل، ولكن هناك عيوب تستطيع التعايش معها ويختلف في هذا شخص عن الآخر

وأصبحت منتشرة بكثرة (أقبلك بعيوبك كلها) لكن تأتي الصدمة وعدم القدرة على التحمل بعد الزواج وقد تصل للطلاق، لهذا يفضل وضع معايير واضحة والحكم من خلالها.

اعتقد أن هذا نوع من المراهقة الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي، ونوع من التشدق بالرومانسية غير الواقعية

يوجد إشكال آخر يا أسماء، نجد الكثيرين يقولون عن مدة فترة الخطوبة "كلما طالت كلما زادت المشاكل"، ما رأيك؟ هل يجب أن يتزوجوا قبل المشاكل؟ ألا يعني هذا نقل المشاكل لما بعد الزواج؟

اعتقد أن هذا سؤال ملهم جدًا جدًا يوحي بمشاركة نسمع فيها رأي الناس عن هذا، ولكن سؤالك هذا تحديدًا أنا ايضا افكر انه لا علاقة أبدًا بالمدة بالمشاكل، المشاكل تتواجد في أي وقت لأن المفاهيم الخاطئة هي التي تصنع هذه المشاكل