عطفًا على منشوري السابق والذي كان هل لديك الاستعداد لكسر قواعدك الشخصية في علاقاتك مع الآخرين؟ وقد استفدت من تعليقاته كثيرًا كثيرًا، كان هناك تعليق اود استعارته يقول صاحبه فيه:

على العكس نحن نتحول الى ذواتنا الحقيقية، في داخلي شخص اكثر صدقا مغطى بشخصياتي المزيفة، خوفا من كشف حقيقتي لهذا العالم الذي لا يتقبلني، فان رايت شخصا ما يحبني على ما انا عليه سيشجعني لاحب ذاتي واظهرا على حقيقتها، الحب لا يضغط وانما يشجع ويدفع نحو شخصياتنا الحقيقية.

دع عنك أن صاحب التعليق اهمل علاقات الحب المؤذية التي في الغالب يتحول أحد طرفاها إلى شخص خائف من الفقدان لا يقدر نفسه ومتعلق بشدة في الطرف الآخر، لكن ما لفت نظري قوله أننا نتحول لشخصيات أخرى وصفها هو بالشخصيات الحقيقية لانه افترض انه ستكون علاقة صحية على الأغلب لكن هل نحن فعلًا في انتظار الآخرين لنعبر عن أنفسنا بحرية؟

هل نحن في الغالب ننتظر خوض تجارب اكتشاف للذات من خلال علاقتنا بالآخرين؟، كما لو أن الآخرين هم مرآة لنا يكشفون لنا مواطن ضعفنا، مواطن قواعدنا الشخصية التي ربما نكسرها وكنا نظن أنها قوية بما فيه الكفاية ليتضح أنه من الممكن انتهاك هذه القواعد تحت الضغط العاطفي أو الخوف من الفقدان أو الخوف من البقاء وحيدًا، هناك عدة مخاوف يمكنها وضعها في القائمة، وهناك حتى من القواعد ما كان هشًا بالأساس ولا يمتلك أهمية كبيرة في عقولنا فيتم كسره بسهولة، أو انه لم يكن موجودًا بالأساس. وهذا يعني أنه نحن كبشر حينما ندخل في علاقة ما أيًا كان نوعها نعيد اكتشاف ذواتنا وترتيبنا للأشياء في دواخلنا، نكتشف ما يمكننا كسره بسهولة وما يمكننا الاحتفاظ به دون مشكل وما يمكنني التغاضي عنه في الآخرين.

هل نحن فعلًا ننتظر الآخرين ونرتدي شخصيات مزيفة؟ أم أننا نعيد فقط توفيق الاوضاع لتطور شخصياتنا وذواتنا؟ وإن كنا ننتظر الآخرين فعلًا! لماذا ننتظر أصلًا من البداية؟