هل الإنسان يتعرف على ذاته بذاته أم عن طريق الإحتكاك بالآخرين؟


التعليقات

في الحقيقة أنا من مؤيدي المدرستين، وعلى الانسان الدمج بين المدرستين في إدراك الذات، فمثلا فالمنهج الإستنباطي منهج ذاتي و غير موضوعي وعليه فهو معرفة قاصرة علميا لأنها متحيزة و خالية من النزاهة العلمية فمقياس الصدق هنا هو الشخص الواحد فهو الملاحظ و الملاحظ في نفس الوقت لهذا قيل إن الذات التي تريد رؤية ذاتها كالعين التي تريد رؤية نفسها، ولا يصلح انتهاجها في إدراك الذات من كل النواحي، أحيانا نحتاج لأعين الآخرين لأن ندرك نقاط معينة بداخلنا.

إضافة إلى ذلك أن الإنسان كائن إجتماعي بطبعه ،فهو لا يستطيع العيش بمعزل عن المجتمع، و الحياة النفسية مزيج بين الشعور و اللاشعور و هذا مأكده علم النفس الحديث على يد سغموند فرويد وهو أن الغير هو أساس معرفة الذات.

والتعرف على الذات في بعض الصفات خاصة المهارات والإمكانيات الشخصية تكون عن طريق الغير لأن الغير هو الذي يساعدني على تطوير نفسي و معرفتي حقيقة ذاتي، وهذا عن طريق المقارنة بين أفعالنا و المعاني التي تصحبها في ذهننا و بين أفعال الغير، فنستتنج بالتجربة التماثل في هذه الأفعال يننا و بين الآخر و الإختلاف عنه، فالذات تتعرف على نفسها على أنها فردية متميزة عندما تقابل الآخر ، أي أن المعرفة تقتضي وجود الآخر و الوعي به و الإعتراف به،لأن الغير يعتبر أحد مكونات الوجود وأنا جزء من هذا الوجود مما يعني أن الغير يشاركنا الوجود،وهو يقابلنا و يخالفنا.

مثال عندما أريد أن أدرك ذاتي كصفات مثل كذاب أو صادق، منافق أو محب أو كل هذه الصفات أرى أن اتباع المدرسة الاولى أفضل لأن الشخص أكثر أحد يدرك نفسه باتباعها احد هذه الصفات.

لكن المهارات الشخصية مثلا حبي للكتابة وأدائي به لن أدركه إلا بالإطلاع على الآخرين ومستواهم وأين أنا بالتحديد مميز أم ضعيف، هناك أشخاص تجلد نفسها وأنها فاشلة لانها تتبع المدرسة الأولى وعندما تتبع المدرسة الثانية تدرك أنها مميزة وهكذا.

بالمناسبة مواضيعك تروق لي كثيرا.

الذات وعاء للعقل والمشاعر لذلك من خلال تخصيص المواقف وعيش الحياة من خلال تحكيم العقل أو إتباع المشاعر يمتلئ هذا الوعاء تدريجياً.

يختلف الناس في اكتشافهم لذاتهم تبعاً لهذين الأمرين، فمن يحكم عقله في أخذ عاتق الحياة تجدين نسبة امتلاء وعائه من العقلانية والمنطق أكثر من ذلك الذي يتبع مشاعره بشكلٍ كامل.

وفي كلا الحالتين الأمر نسبي، فتحكيم العقل والمشاعر لا يعمد على منهجية محددة بل هناك دوافع ودواخل بواطن وأفعال تكشف لك ذلك مع الوقت.

الآخرون دائمًا يعكسون لك ما ينبغي أن تشتغل على نفسك فيه! لذا فإن طريقة جيدة جدًا للتعرف على نفسك هي استخدام الآخرين، ليس بالطبع بتركهم يملون عليك ما يريدون وإنما بالعمل على نفسك لتفادي نقاط الضعف التي أثاروها فيك!

فمثلًا لو شعرت أن أحدهم يستغلك اسقط ذلك على نفسك وقل لنفسك أنك ساذج وضعيف بما فيه الكفاية لئلا تدافع عن حقك! وإذا شعرت أنك منقاد لآراء الآخرين كلمة تجيء بك وأخرى تذهب هذا يعني أنه ليس لديك رأي ولا تقف على أرضية ثابتة! وهكذا دواليك! تخيل لو انك كتبت كل موقف سيء مررت به وأصلحته ستجد في نفسك تقدمًا رهيبًا!


أفكار

شارك ما لديك من أفكار هنا، مهما كانت غريبة. اقرأ قواعد المجتمع من هنا ->

82.8 ألف متابع