بين المهارات المُستقبلية التي يجب أن تُعلمها لِطفلِك وطرق التربية المُتعارف عليها

في البداية عند حديثك حفصة عن المهارات المستقبلية، ذهبت بتفكيري تعلم الاطفال البرمجة واللغات المختلفة منذ نعومة أظافرهم، وهذا إتجاه سائد الآن، وأراه رائع مع الأخذ بالاعتبار احترام رغبات الطفل نفسه بمعنى لا أعلمه البرمجة لاني أحب ذلك لكن يمكنني مساعدته لحضور ورشة مثلا ومن ثم إن عجبه الامر يكمل به، وإن حدث العكس أبحث معه عن مهارات يحبها واساعده لتنمية مهاراته بها.

بالنسبة لتنمية المهارات الشخصية المذكورة، أتابع كثيرا جميع الدورات عن تنمية هذا الجانب، وفي الحقيقة هذا الجانب أصبح يحظى باهتمام كبير من قبل القائمين على هذا الجانب، فمثلا هناك دورات لتعليم الفتيات الصغار فن الاتيكيت والتعامل، وهناك معسكرات لهذا السن الصغير يكون لعدد معين من الساعات اليومية ليعلم الطفل الاعتماد على النفس والانضباط واتخاذ القرار وما إلى ذلك.

وبجانب كل هذا لا أرى له أهمية دون دعمه من قبل الآباء، فلابد من إعطاء الطفل مساحة للتصرف ومراقبته عن بعد، إشراكه في الخيارات البسيطة مثل الملبس والألوان، أحيانا عندما أشري لبس جديد آخذ رأي ابنتي وكيف هو، وهذا منذ بدأت تتحدث بشكل جيد، وحتى أشاركها في قرارات كثيرة، أشرح لها الموقف ببساطة وأترك لها حرية أخذ القرار، كثيرا ما يكون قرارها صائبا.

الآن أصبحت مجادلة وصاحبة قرار، لا تقبل رأي دون نقاش، حتى أنها أصبح لديها القدرة على إقناعنا كثيرا.

لذا الأمر يحتاج للتروي وللبدء من الصغر والحرص حتى لا تُستغل الحرية المعطاة وتتحول للإستغلال مثلا.

قول كلمة لا للطفل أيضا مهمة، ودائما ليس كل شيء متاح.

أما عن المغامرة والتجربة فهذه نقطة مهمة ولابد من إعطائها المساحة التي تجعلك في منطقة الآمن دائما، أراقب من بعيد وأنتظر لأرى النتيجة، وأتدخل عندما يكون تدخل حتميا.

كل هذا بالنهاية يتطلب مجهود جبار وتقييم مستمر وتطوير واستغلال لمهارات الطفل وتوظيفها في المكان الصحيح.

بعد انتهائي من القراءة عن الموضوع تذكرتُ ثقافة التربية عندنا، وكيف تُبنى على تدمير الثقة في نفسية الطفل والرهبة والتخويف من المغامرات وكلٌ تحت أفكار أن هذه محبة وخوف من الأهل .

الفكـرة ان بعض الأهل يستميتون في زرع كل أفكـارهم في عقول الابناء كأنها مُسلّمات مُطلقة، وأي محاولة من الأبناء في السؤال والتحرر والبدء بالتفكير التلقائي إما يواجه بالصدمة من طرفهم، أو يُقابل بصفعة هائلة على الوجه، أو الشعور بانهم فقدوا السيطرة.

أم تُفضل المُغامرة والتجربة معه لخلق مهارات شخصية سوف تؤثر ايجابيًا على مستقبله ؟

برأيي ليس من دور الآباء توجيـه أبناءهم في اتجاهات معينة، بل واجبهم هو طـرح كافة الخيارات في الحياة امامهم وترك مهمة الإختيار لهم، والاكتفاء بلعب دور المُستشارين. فقط بعد أن يتأكدوا انهم زرعوا بذور الاخلاق والتربية وتداول الفِكــر لدى أبناءهم، من واجبهم - وقتئذ - أن يتركوهم كالطيور الطليقة تحلّق في المساحات التي ترتاح لها، طالما لن تُسقطهم الانحرافات أو تنال منهم الأخطاء ذات الطابع الاخلاقي المؤثر سلباً في الحياة.

بعد انتهائي من القراءة عن الموضوع تذكرتُ ثقافة التربية عندنا، وكيف تُبنى على تدمير الثقة في نفسية الطفل والرهبة والتخويف من المغامرات وكلٌ تحت أفكار أن هذه محبة وخوف من الأهل .

أنا أيضَا اشعر بالتعاسة حينما أرى مقاطع فيديو مصورة لأطفال أجانب! أرى جمل تحاورية مذهلة لا استطيع أنا أن اصنعها وأنا في العقد الثالث من عمري!!

هل تُفضل الطريقة التقليدية في التربية التي تضمن سلامة طفلك من وجهة نظرك ؟ أم تُفضل المُغامرة والتجربة معه لخلق مهارات شخصية سوف تؤثر ايجابيًا على مستقبله ؟

هناك نقطة مهمة جدًا يا حسناء لا يلتفت إليها غلبية الآباء، هو أنه يجب عليهم أن يكفوا عن حماية أبنائهم من الحياة! العضلت التي لا نستخدمها تضمر وتحتاج لمجهود حتى تعود لكامل قواها فكيف بمهارات الأطفال! يريدون أن يحموا أبناءهم من كل تجربة تعمله كيف يثقل شخصيته!