هل تطبق هذه المقولة الامام الجوزي يقول " إكتم عن الناس ذَهَبُك وذِهَابُك ومـَذهَبُك" وما رأيك بها؟

عشتُ سنوات ضائعة بين هذه المقولة، والأية القرآنية " وأما بنعمة ربك فحدث "، حتى وصلت إلى أن النعمة المقصودة هنا هي الشيء الذي يملكه الشخص وتم بالفعل، وليس الشيء الذي يسعى أو يُخطط له الشخص؛ فمن هُنا أصبحت أكتُم الأشياء التي لم تكتمل بعد، ولا أتحدث عن الشيء إلا بعد حدوثه والتأكد من إتمامه، فلا يمكننا إنكار أن الحسد مذكور في القرآن الكريم، وبشكل عام لم تعد نفوس الأشخاص صافية وأصبح الحقد آفة من آفات العصر .

بالنسبة لي لا أطبقها الحقيقة مع الآخرين، عندما يسألني شخص ما عن عملي أو دخلي لا أستطيع عدم الإفصاح، أو الكتمان عن الأمر.

عندما يسالني أحد عن أفكاري أو خططي المستقبلية لا أستطيع أن أحرج الشخص أو أكذب بأن ليس لدي خطط، وقد تضررت من ذلك من قبل؛ إذ سالني أحد الأصدقاء وأخبرته عن مشروع أنوي القيام به، وما إن عدت مدة وجيزة حتى وجدته نفذ المشروع بنفس الفكرة وفي نفس المكان الذي أخبرته به.

كيف تفعلين ذلك ؟!

هذه أسئلة شخصية جدًا لا يحق لأحد أن يسأل فيها، خاصة ما يتعلق بالمال والأفكار والمخططات، فحتى أمي لا تعلم كم دخلي ولم تسألني !

ومن يسأل مثل هذه الأسئلة لا يستحق سوى الإحراج بصراحة !!

فهي أسئلة لن تعود عليه بالنفع على الإطلاق، ولا تدل الا عن شخص فضولي يحب الثرثرة والتطفل على حياة الأخرين .

أنصحك أن تكوني حاسمة وجازمة مع هؤلاء الأشخاص لأنهم غالبًا لا يحملوا نوايا طيبة

تعلمت تطبيقها مع مرور الوقت، في البداية لم أكن اطبقها لكن واجهت الكثير من المشاكل والطاقات السلبية خاصة فيما يخص أفكارى وأهدافي.

1) العمل أو الدخل

يمكن ان أخبر أشخاص معينين بهذه التفاصيل كوالدتي، تذكرت يوم أخبرت صديقتي عن عملي الأول وعن كمية الكره والبغض الذي تلقيته منها بعد ذلك فقط لأننى بدأت العمل قبلها.

عندما اتلقي سؤال عن عملي أجيب بشكل عام بدون تفاصيل.

أما عن الدخل الذي أعتبر مثل هذا السؤال وقاحة من السائل خاصة إذا كان من غير المقربين، لن أجيبه ببساطة، اما أصارحه وأخبره أنها خصوصيات "في حال كانت طريقته وقحة"، وإذا كانت طريقته عادية يمكن أن أمزح معه "أكثر/أقل من دخلك وأشياء من هذا القبيل".

2) الأفكار أو الأهداف

كنت أشاركها سابقا وأندم، ليس خوفا من سرقة الأفكار بل من الإستهزاء والطاقة السلبية التي أتلقاها.

3)المذهب

في حال احتاج لذلك في لم لا؟ يمكن أن أشاركه، لكن أفضل أن أناقش بموضوعية خاصة إذا كان الطرف الآخر له معتقد مغاير.

وأخيرا لست مضطرة لاعطاء أي من هذه المعلومات لأي شخص.

أنا أراهم محقين بشدة يا نورا، إن قمت بإعلان ما تقوم بالعمل عليه، ستجد الكثير من الانتقادات، ففضلًا عن أننا لو تخلصنا من الحسد، سنجد العديد من الناس الذين يلقون بدلوهم دون أن يسمح لهم، لا أحد يعلم مما مررتي به عند اتخاذك القرار ولا كيف فكرتي فيه حتى، قليل من الناس جدًا يدرك ان لكل شخص في الحياة هذه مساره وله قرارته وما يريحه. هذا فيما يخص الحياة بشكل عام.

أما فيما يخص المستقبل العملي هناك طريقان للسؤال، أحدهم يسأل ليستفيد، والآخر ربما يسأل للتنظير، الأول اجيبه ولا اتأخر عنه أبدًا، والآخر، بت استعد تماما لأكون اكون واثقة بقراري بما فيه الكفاية :)) وأن اكون قوية كفاية لاستقبل التنمر والتنظير على أي حال.

في بلدي من العيب السؤال عن مرتب الشخص او عن املاكه

أرى الإمام الجوزي محق في قوله في إطار الناس عامةً، فالحدود الشخصية والحياتية ضرورية في يومنا هذا، مع أنني لا أرى أنه أصبح ممكناً حيث أنكِ تعرفين الأخبار والأمور وكل شيء عمن تريدين في ضغطة زر، ليس مثل التناقلات في الزمن الغابر والانتظار ورؤية الشخص كل سنة مرة على أقل تقدير فهذه الأمور تعطي الأخبار وما تعرفه عن الأخر قيمة وتزيح عنكَ هم التفكير في ما قلته وما قاله، ما عرفه وما عرفته، لكن اليوم كل شيء أصبح على الطاولة، وأستنثى من ذلك من يستطيع حقاً أن يدير حياته، فلا يستطيع الأخرون افسادها بالتدخلات والانعراجات نحو معرفة ما يريدون عنه.

فالغموض والأسرار هي من تجعل من الشخص شخصاً(وهنا الغموض والأسرار بمعنى الذي يحتفظ بهامش خصوصية ويحترمه هو في حياته قبل الأخرين).

لكن طبعاً الإنسان ليس له تلك الطاقة في الكتم، لذلك أرى أن عليه تطبيق ضيق الدائرة، أن يثق بقلائل من الأصدقاء والعائلة يسر لهم كل ما ذكرته من قبل وهو مطمئن وهذا أعتقد هو اعتقادي للأمر، المقربين مني يعلمون كل شيء حسب ما يتناسب مع الشيء المقال، فإذا كانت لدي أفكار ربما ستقلق العائلة أسرها إلى أصدقائي، وإذا كان هناك خصوصيات ستقلق أصدقائي ولا يمكنني اخبارهم بها سأخبرها لعائلتي ويبقى هناك شيء بين المرء ونفسه لا يستطيع أن يسره لأحد.

مصدر المقولة؟

أشبهك تقريبا فأنا أقول كل شيء تقريبا بمجرد أن يسألوني عنه، عفوية قليلا حتى مع معرفتى بأن نواياهم سيئة لكن لا أكترث.

إذ سالني أحد الأصدقاء وأخبرته عن مشروع أنوي القيام به، وما إن عدت مدة وجيزة حتى وجدته نفذ المشروع بنفس الفكرة وفي نفس المكان الذي أخبرته به.

هل واجهتيه بذلك؟ إذا إجابتك نعم، كيف كانت ردة فعله؟ وإذا لا، لماذا لم تواجهيه؟

هنال حديث عن الرسول ( اقضو حوائجكم بالكتمان ) لنكون بعيدين عن الحسد والحقد ليس كل مايحصل معي ان احكيه وارويه

وشكرا